حوارات

نوفل شبيل (مدرب أمل حمام سوسة) في حوار الصراحة

بعد ثمانية مواسم كان خلالها على أعتاب النزول إلى الرابطة الثالثة في بعض المناسبات، عاد أمل حمام سوسة إلى قسم الأضواء عن جدارة واستحقاق حيث لم ينتظر الجولة الختامية ليعلن عن نفسه كأول الصاعدين إلى الرابطة الأولى في أعقاب انتصاره الثاني في دورة "الباراج" على الترجي الجرجيسي مكذّبا جميع التكهنات ويضمن صدارة المجموعة الثانية من مرحلة التتويج التي ضمّت فرقا تفوقه نسبيا من ناحية الإمكانات المالية والبشرية، ومن العوامل التي ساعدت على تحقيق هذا الإنجاز وجود مدرب قدير وطموح هو نوفل شبيل الذي كسب الرهان بإمتياز ونجح في قيادة المجموعة إلى التألق والبروز في بطولة حديدية لا تعترف بأسماء الفرق أو تاريخها بقدر تكريمها للمجتهدين وهو ما حصل في نهاية المطاف مع الأمل، وفي هذا الحوار يتحدث المدرب نوفل شبيل عن الظروف التي مهّدت لهذا الصعود وكذلك عن كسب التحدي الشخصي الذي وضعه قبل انطلاق الموسم.

بعد تهنئتك بالصعود، هل كنت تتوقع هذا الانجاز؟

بعد الظروف التي حفّت بخروجي من النجم الساحلي، وضعت تحديا كبيرا وهو رفع أسهمي من جديد واثبات أن النتائج التي حققتها في نهاية الموسم الفارط لا تعكس العمل الذي قمت به والاستراتيجية الموضوعة مع الهيئة المديرة حيث اتفقت مع مسؤولي أمل حمام سوسة وأساسا رئيس النادي على اللعب من أجل الصعود وتغيير عقلية الفريق لتتوفّر جميع الإمكانات كما أن التحضيرات سارت في كنف الهدوء ودون مشاكل لتكون مسيرتنا في المرحلة الأولى مثالية وهو ما أهلنا للعبور إلى مرحلة التتويج ووقتها تضاعفت الطموحات وأصبح الهدف الرئيسي الذي وضعناه قريبا للغاية والحمد لله أننا وفّقنا في مبتغانا وأكدنا سعة طموحاتنا.

ماهي العوامل التي ساهمت في الصعود؟

النجاح كان جماعيا حيث بذلت جميع الأطراف مجهودات كبيرة من أجل نيل مبتغانا، فالهيئة المديرة سعت إلى الاتعاظ من دروس السنوات الأخيرة وحاولت توفير مستلزمات النجاح رغم قلة ذات اليد كما أن الرصيد البشري سهّل المهمة بالقيام بإنتدابات مركزة لتكون المجموعة خليطا بين عناصر الخبرة ولاعبي الطموح حيث يكتنز الأمل مواهب شابة تحدت نقص الخبرة وأظهرت مستويات رائعة وبالتالي كانت النتائج في المستوى واعتقد ان الصعود كان مستحقا قياسا بما قدمناه منذ انطلاق الصعود.

صراحة، هل توقعت التأهل بهذه السهولة؟

رغم صعودنا منذ الجولة الثانية لمرحلة التتوبج، فإن المسيرة لم تكن سهلة حيث واجهنا صعوبات كبيرة بحكم قيمة المنافسين لكننا حققنا المطلوب أداء ونتيجة في أغلب المباريات، فتعاملنا كان واقعيا مع جميع المواعيد حيث جمعنا بين الاداء والنتيجة وحاولنا الخروج بسلام في المقابلات التي لا نكون خلالها في قمة جاهزيتنا، والنجاح في مهمتنا منذ الجولة الثانية لم يكن مفاجئا نظرا لثقتنا الكبيرة بقدرات المجموعة وقدرتها على تحدي جميع الصعاب.

الأمل لم يكن المرشح الأول للصعود عن المجموعة الثانية، فكيف تعاملتم مع هذا المعطى؟

في الدورات الحاسمة لا وجود لأفضلية لفريق على حساب آخر فحظوظ الجميع متساوية عند خط الانطلاق وهو ما حاولنا إيصاله للاعبين لشحذ عزائمهم وتحسيسهم بقيمة المسؤولية، صحيح أن مستقبل قابس والترجي الجرجيسي يفوقاننا من الناحية المادية كما أنهما قاما بإنتدابات قيمة للاعبين يملكون خبرة بالرابطة الثانية دون نسيان سعي الملعب الصفاقسي للدفاع عن حظوظه لنكون غير مرشحين على الورق  لكن ثقتنا بقدراتنا كانت كبيرة وآمنا بأن  الصعود يحسم على الميدان ويكون الأجدر وهو ما أكدناه عند انطلاق أبجديات حيث كان التعامل مثاليا مع دورة "الباراج" ذلك أنني سعيت رفقة بقية الإطار الفني إلى تبسيط المعلومة في التمارين وعدم تعقيد الوضعية تفاديا لتسليط ضغط على اللاعبين وهو ما انعكس على أدائهم من خلال لعبهم على حقيقة إمكاناتهم وفرض أسلوبهم على مستقبل قابس والترجي الجرجيسي، ولا شك أن جميع الملاحظين وقفوا عند المستوى الباهر للأمل في المقابلتين وخاصة الثانية رغم قيمة الرهان حيث كانت بدايتنا رائعة بتسجيلنا هدفين ومجاراتنا النسق في الفترة الثانية ليأتي الخبر السار من ملعب المنزه ونتوّج مجهوداتنا بصعود مستحق إلى أبعد الحدود.

هل ترى أن المجموعة المالية قادرة على الصمود في الرابطة الاولى؟

الفريق يضمّ عناصر شابة تتقدّ حيوية ونشاطا ورغم صعوبة منافسات الرابطة الثانية فإنها وفّقت في كسب الرهان وأظهرت مستوى رائعة بإحتكاكها بلاعبي الخبرة واعتقد أنها قادرة على تفجير طاقاتها في الرابطة الأولى وبالتالي المساهمة في المحافظة على مكان الأمل في قسم النخبة خلال الموسم القادم ولم لا تقديم موسم استثنائي.

العمل سينطلق مبكرا الموسم القادم الذي لن يكون سهلا وأمامنا الوقت الكافي للتحضير وإنجاز البرنامج المسطّر كما أننا سنحرص بالتنسيق مع الهيئة المديرة على القيام بالانتدابات اللازمة والضرورية والتي ستكون موجّهة بما أن الفريق يبحث عن الكيف وليس الكمّ.

ماهو تقييمك للنسخة الحالية لبطولة الرابطة الثانية؟

الموسم كان استثنائيا ومتعبا بكل المقاييس في ظل الظروف الصحية حيث تأخرت ضربة البداية في أكثر من مناسبة والنسق كان ماراطونيا بخوض عشر جولات في ظرف زمني قصير كان خلالها هامش الخطأ ممنوعا سواء للفرق المتراهنة على الصعود او تفادي النزول  كما أن تدارك النقائص صعب مع تتالي المباريات وبالتالي لا  يمكن تقييم المستوى الفني بإعتبار أن هامش النتيجة سيطر على الأذهان والنجاح حالف الفرق التي استهلت البطولة بقوة.

 ولم يكن التعامل مع المرحلتين بالسهولة المتوقعة حيث عانت عديد الفرق من مشاكل مالية اثّرت على أدائها، وأعتقد أن أمل حمام سوسة نجح في التوفيق في هذه المعادلة الصعبة وأنهى الموسم بإمتياز كما أن الجامعة نجحت في انقاذ الموسم.

تحدثت في البداية عن تجربتك مع النجم الساحلي، هل تعتبر أن الصعود كان رّد اعتبار لشخصك وما هو تقييمك لها؟

لا أنفي أن خروجي من النجم خلّف مرارة وكانت الهجومات المجانية والجانبية عبر صفحات التواصل الاجتماعي أحد العوامل التي حكمت بنهاية التجربة لكنني راض عن المسيرة حيث تسلمت المهمة في ظرف صعب يعرفه الجميع ووضعت استراتيجية مع الهيئة المديرة تتمحور حول إعادة هيكلة الفريق ومنح الفرصة لشبان النادي وأبناء مركز التكوين تدريجيا وهو ما قمنا به لتكون النتائج جيدة في البداية قبل أن تتراجع لعدة عوامل غير أننا وفّقنا في ضمان مشاركة افريقية بعد الفوز على النادي الإفريقي في العاصمة وهو ما أنقذ الموسم نسبيا كما برزت عديد الاسماء التي وقع منحها الفرصة ولا أتصور أن المشكل في النجم خلال الموسم الفارط يتعلق بالاطار الفني فقط.

ورغم نهاية مشواري مه النجم فإن علاقتي مع اللاعبين والهيئة المديرة طيبة للغاية والتواصل مازال موجودا مع مختلف الأطراف وأنا سعيد بكسبي التحدي واستعادة الاعتبار وخاصة في جهة الساحل حيث رفضت عديد العروض من أجل تحقيق هذا الإنجاز.

هل يمكن الحديث عن انتقالك من مختص في التكوين إلى مدرب انجازات؟

عملت طويلا في تكوين الشبان وسعيت إلى تصعيد اكبر عدد من اللاعبين إلى فرق الأكابر كما توليت تدريب عديد الفرق ونجاحه مع أمل حمام سوسة توّج مجهودات سنوات طويلة من العمل وآمل أن تتواصل هذه النجاحات في السنوات القادمة فطموحاتي كبيرة ولن تتوقف عند هذه المحطة رغم يقيني وتأكيدي على أن النجاح لا يكون إلا بتظافر مجهود جميع الأطراف ما وقفت عليه في الموسم الجاري.