تحكيم

فلسطينية تدير نهائي دوري أبطال أوروبا للسيدات بين تشيلسي وبرشلونة

اختار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الحكمة ريم حسين فلسطينية الأصول، ألمانية الجنسية لإدارة مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا للسيدات بين تشيلسي الإنجليزي وبرشلونة الإسباني.

ريم تم اختيارها لإدارة نهائي دوري أبطال أوروبا للسيدات عام 2021 والذي يقام على ملعب «جاملا أوليفي» في مدينة جوتنبرج السويدية يوم 16 مايو الجاري، بعد أن شاركت كحكم رابع في مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا للسيدات عام 2017 بين فريقي أولمبيك ليون وباريس سان جيرمان الفرنسيين والتي أقيمت في ويلز.

لكن من هي ريم حسين، وكيف تحولت إلى أفضل حكم في العالم.

البدايات

ولدت ريم حسين في مدينة باد هارزبورج الألمانية في 26 يوليو 1980 لوالدين فلسطينيين، لكنها حصلت، كما هو الحال مع شقيقها وشقيقتها، على الجنسية الألمانية.

وعندما كانت في السادسة من عمرها كانت تذهب رفقة أحد أصدقائها للتدرب على كرة القدم مع فريق الأولاد في أحد الأندية المحلية المجاورة لمنزلها، ليخبرها المدرب أنها تتمتع بموهبة جيدة، وتحدث مع والدها ليدرجها ضمن قائمة الفريق.

على الرغم من اعتراض الأم لأن اللعب مع فريق الأولاد لا يتوافق مع عاداتهم وتقاليدهم، إلا أنها استمرت في اللعب لمدة ست سنوات إضافية، قبل أن يتم منعها من اللعب مع الأولاد عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، لتنتقل إلى اللعب مع الفتيات عام 1992.

لعبت ريم في مركز الهجوم في دوري الدرجة الثانية الألماني للسيدات، وظلت تلعب حتى سن الـ25، عندما أحرزت 25 هدفاً في موسم واحد، وهو موسم 2004-2005.

لكن قبل هذا الموسم حدثت المصادفة التي جعلتها تغير وجهتها، حيث غاب حكم اللقاء في أحد المباريات عام 1998، لتقوم ريم بتحكيم المباراة، ودون دراية كاملة بالقوانين على حد قولها، لكنها على الرغم من ذلك أدارت المباراة بشكل جيد نسبياً.

أداء ريم في المباراة جعلها تشعر بشغف مختلف نحو التحكيم، لتستمر في اللعب مع فريقها، لكنها في نفس الوقت درست قوانين كرة القدم، وتجاوزت اختبار الحكام لتحصل على رخصة من الاتحاد الألماني للتحكيم عام 2005، وهو العام الذي قررت فيه ريم أن تعتزل اللعب وتتفرغ لإدارة المباريات.

ساعدها في ذلك رأي الكثيرين من المحيطين بها، ومنهم مدربتها التي أخبرتها أنها تتمتع بشخصية قيادية، وموهبة في التحكيم، وأنها إذا ما تفرغت للتحكيم ستكون من أفضل الحكمات في العالم، وأنها ستترشح للتحكيم في كأس العالم للسيدات في يوم من الأيام.

مسيرتها مع التحكيم

بدأت ريم بإدارة عدد من المباريات النسائية، قبل أن تقوم عام 2006 بتحكيم مباريات في الأقسام الخامس والرابع من الدوري الألماني للرجال، وفي عام 2008 تم تعيينها كحكم مساعد في نهائي كأس ألمانيا للسيدات.

وفي عام 2009 انضمت ريم حسين إلى القائمة الدولية، لتقوم عام 2010 بإدارة نهائي كأس ألمانيا للسيدات، وتم تعيينها كخبير في التحكيم في كأس العالم للسيدات عام 2011 والتي أقيمت في ألمانيا، وتم اختيارها كأفضل حكمة ألمانية موسم 2012-2013.

في عام 2015 تم تصعيد الحكمة الفلسطينية الأصول للتحكيم في القسم الثالث من الدوري الألماني للرجال، لتدير أول مباراة لها في هذا القسم بين فريقي ماينز وإف سي ماجديبورج واس، ثم أدارت مباراة بين أستوريا ولدورف وبوخوم في الدور الأول من كأس ألمانيا عام 2016، وفي المباراة التي فاز فيها ولدورف 4-3 في الأشواط الإضافية.

وعلى المستوى الدولي، كانت أول مباراة تقودها ريم هي مباراة إنجلترا وبيلاروسيا عام 2013 في تصفيات كأس العالم للسيدات 2015، لتقوم بقيادة إجمالي 5 مباريات في هذه التصفيات ما بين عامي 2013 و2014، أشهرت خلالهم 11 بطاقة صفراء، ولم تشهر أي بطاقة حمراء.

ثم أدارت مباراة في تصفيات كأس الأمم الأوروبية للسيدات 2017، وهي المباراة التي أقيمت عام 2016 بين منتخبي النمسا والنرويج للسيدات وانتهت بالتعادل 2-2، وقامت ريم بإشهار إنذارين فقط فيها، ثم قامت بإدارة مباراتين في البطولة عام 2017، أشهرت خلالهما 5 بطاقات صفراء، 3 بطاقات في فوز هولندا على الدنمارك 1-0، وبطاقتين في فوز النمسا على أيسلندا 3-0.

لكن الاختبار الأكبر لها كان عام 2019، ففي عام 2018 قامت بإدارة ثلاثة مباريات في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم للسيدات في فرنسا عام 2019، وهي مباريات اسكتلندا أمام بولندا، وروسيا أمام إنجلترا، والنرويج أمام هولندا، وخلال هذه المباريات أشهرت 9 بطاقات صفراء، منهم بطاقتين لنفس اللاعبة في نفس المباراة، اسكتلندا وبولندا، لتشهر بطاقة حمراء واحدة في التصفيات في وجه باولينا ديوديك لاعبة بولندا.

وبعد عام واحد تم اختيار ريم ضمن نخبة حكام العالم للمشاركة في إدارة مباريات كأس العالم للسيدات 2019، لتقوم بإدارة 3 مباريات، مباراتين في دور المجموعات بين البرازيل وجامايكا، وبين الولايات المتحدة الأمريكية وتشيلي، وفي دور الـ16 بين النرويج وأستراليا، وخلال هذه المباريات أشهرت البطاقة الصفراء 11 مرة، وأشهرت بطاقة حمراء مباشرة لألينا كينيدي لاعبة أستراليا.

كما قامت ريم حسين بتحكيم عدد من المباريات في مختلف نسخ بطولة دوري أبطال أوروبا للسيدات، بداية من موسم 2012-2013، ولم تغب سوى عن نسخة موسم 2017-2018، وصولاً إلى العام الحالي والذي أدارت فيه مباراتين، يوفنتوس أمام ليون، وروزنجارد أمام بولتين.

إحصائيات ريم حسين مع التحكيم

منذ أن بدأت ريم حسين التحكيم عام 2006 بشكل رسمي، أدارت 329 مباراة في مختلف البطولات، سواء المحلية أو القارية أو الدولية، وسواء مباريات السيدات أو الرجال.

وخلال هذه المباريات أشهرت ريم البطاقة الصفراء 1008 مرة، أي أنها تستخدم الإنذار بمعدل 3.1 مرة في المباراة الواحدة، بينما أشهرت البطاقة الحمراء المباشرة 17 مرة.

ومن ضمن الـ1008 بطاقة صفراء التي أشهرتها ريم، هناك 34 بطاقة تحولت إلى 17 بطاقة حمراء غير مباشرة، أو إقصاء من الملعب للحصول على الإنذار الثاني في المباراة.

استطراد أخير

تتحدث ريم حسين في أحد اللقاءات عن كونها حكمة لكرة القدم، وما يعنيه ذلك لها، لتقول: «لا أعتقد أننا يجب أن نتحدث عن قيام السيدات أو الرجال بالتحكيم، يجب أن نتحدث عن قدرات الحكم ومستواه في الملعب مهما كان جنسه، زبائني في الصيدلية التي أعمل بها، والتي يملكها والدي، يشاهدون المباريات التي أقوم بإدارتها، ويتحدثون معي كثيراً حولها».

وتضيف ريم: «أتحدث في الصيدلية عن كرة القدم أكثر من الأدوية، وزبائني من أكثر المشجعين لي والداعمين لي في مسيرتي، لا نتحدث عن كوني سيدة تقوم بالتحكيم، نتحدث عن أدائي في المباراة فقط، وكثيراً ما يوجهون لي النقد حول بعض القرارات، وكثيراً أيضاً ما يقومون بتشجيعي، هكذا يجب أن تقاس الأمور»