حوارات

ناجح التومي (مدرب منتخب الاواسط): منح الفرصة للاعبين سيكون مهما.. ونسعى إلى فرض أسلوب هجومي

صنع المنتخب الوطني للأواسط في منتصف الأسبوع الفارط الحدث بتتويجه ببطولة شمال إفريقيا عقب فوزه في الجولة الختامية على المنتخب المصري بنتيجة 3-1 ليؤكد سيره في الطريق الصحيحة رغم أن الدورة لا تحمل طابعا رسميا لكنها محطة تحضيرية مهمة قبل اقتحام تصفيات كأس إفريقيا في العام المقبل.

 وكانت الدورة بمثابة «البروفة» الجيدة لقادم المواعيد الرسمية بحكم أنها جمعت المنتخب الوطني بمنافسيه المحتملين في كأس افريقيا المقبلة والتي يرنو خلالها الجيل الحالي الى تكرار انجاز أبناء ماهر الكنزاري في «الكان» الأخيرة ولم لا المراهنة على التتويج بما أن المجموعة تملك جميع آليات النجاح بقيادة المدرب الوطني الشاب ناجح التومي الذي ساهم بقسط وافر في إحراز اللقب حيث كان في مستوى ثقة الجامعة ومن ورائها الإدارة الفنية الوطنية.

 وفي هذا الحوار يحدثنا التومي عن العوامل التي ساهمت في التتويج وتطلعاته بخصوص قادم المشوار.

لو تعطينا فكرة عن مسيرتك التدريبية؟

بداية مسيرتي كلاعب كانت مع سهم رأس الجبل قبل خوض بعض التجارب الأخرى أبرزها مع النجم الخلادي في القسم الوطني ثم دخلت غمار التدريب من بوابة فريقي الأم لأتحوّل بعدها إلى الإدارة الفنية الوطنية من خلال تولي مهمة مستشار جهوي ثم وطني لتتاح الفرصة لي وأعمل مساعدا للمدرب علي بومنيجل في منتخب الأواسط 2010 الذي ضم أسماء كبن شريفية والخنيسي والحدادي وتوليت تعويضه في كأس شمال إفريقيا وأحرزنا اللقب في بنغازي الليبية، كما خضت محطة مهمة في مسيرتي مع الفريق الرديف لأهلي جدة دامت ست سنوات وعرفت تحقيق خمسة ألقاب وقد كانت فرصة للاحتكاك بمدربين من المستوى العالي من مدارس أوروبية معروفة على غرار البرتغالي روي بينتو ولويس مارتنس، وعدت الى الادارة الفنية الوطنية سنة 2016 لأساعد محمود باشا في منتخب الأواسط ثم نلت شرف تدريب منتخب الأصاغر طيلة سنتين ونصف وشاركنا في تصفيات كأس إفريقيا قبل أن أتسلم مهامي الجديدة قبل أشهر قليلة مع الجيل الحالي لمنتخب الأواسط الذي أعرف أغلب مكوّناته.

وفضلا عن كوني أستاذ تربية بدنية وحاصلا على إجازة «الكاف أ» ومتفقدا لدى الاتحاد الإفريقي فقد حرصت على خوض عدة دورات تكوينية أبرزها في امستردام بإشراف المدرب الهولندي غوس هيدينك وحصلت على شهادة في البرمجة.

ماهو تقييمك لدورة شمال إفريقيا الأخيرة؟

البطولة كانت فرصة هامة لتقييم قدرات المجموعة بعد فترة قصيرة من العمل على رأس هذا المنتخب الشاب حيث خضنا ثلاثة تربصات تخللتها مقابلات ودية أهمها ضد العراق، كما أن تشابه الدورة مع تصفيات كأس إفريقيا جعلنا نتعامل بجدية مع المباريات الأخيرة خصوصا وأننا في طور البناء وحسب تجربتي المتواضعة فإن حسن التأطير وكسب الخبرة ضروريان للغاية في هذه المرحلة العمرية، وقد عملنا كإطار فني على حسن توظيف قدرات اللاعبين من أجل تحقيق الأهداف المنشودة رغم ضيق الوقت بحكم أننا تسلمنا المهمة قبل فترة وجيزة.

هل وجدتم صعوبات لإيجاد التوليفة اللازمة بين مواليد 2004 و2003؟

ليست المرة الأولى التي أشرف فيها على تدريب منتخبات الأواسط وهو ما جعلني أدرك الإمكانات اللازمة للمنافسة في التظاهرات الخارجية، ومنذ توليّ المهمة حرصت رفقة بقية أعضاء الإطار الفني على المزج بين الجيلين والتعرف على إمكانات جميع اللاعبين وساعدتني كثيرا معرفتي بقدرات مواليد 2004 وسعة إمكانات مواليد 2003 الذين يشكّلون نواة المنتخب الوطني، والحمد لله أننا جنينا ثمار العمل وأحرزنا اللقب عن جدارة حيث حاولنا على البحث عن التشكيلة المثالية بتتالي المباريات والأكيد أن ثراء الزاد البشري ساعدنا كثيرا على التألق، كما أن شعار الإطار الفني كان البقاء للأجدر والأفضل بعيدا عن الأعمار والمهم هو تحسين الأداء الفردي والجماعي في ظل توفر جميع مستلزمات النجاح من الجامعة التي تراهن كثيرا على منتخبات الشبان بحكم أنها ستحمل المشعل في قادم السنوات.

كيف تعاملتم مع اللقاء الختامي ضد المنتخب المصري؟

اللقاء ضد المنتخب المصري كان أشبه بدور نهائي بحكم حتمية الانتصار لإحراز اللقب، ورغم أن العامل البدني لم يكن في صالحنا بسبب خوضنا مقابلة قبل يومين وعدم وجود وقت كاف للتحضير واستعادة الانتعاش البدني فإن اللاعبين أظهروا قوة شخصية كبيرة ولم يتأثروا بقبولهم هدفا مبكرا ليفرضوا أسلوبهم على المنافس ويصلوا إلى المرمى في ثلاث مناسبات، وقد تكرر سيناريو قلب الطاولة على المنافسين في اغلب المقابلات ما يبرز القوة الذهنية للاعبين رغم صغر سنهم.

أنا سعيد للغاية بأداء اللاعبين وحضورهم الذهني الكبير وهذا التتويج سيجعلنا نواصل العمل براحة أكبر ويمكّن اللاعبين من كسب الخبرة المطلوبة بأجواء الدورات الكبرى كما أنه سيحفزهم كثيرا من أجل الوصول بعيدا وتعزيز صفوف المنتخب الأول لاحقا.

هل لعب تأثرك بالمدارس الأوروبية دورا في الأداء الهجومي اللافت للمنتخب الوطني؟

منذ إشرافي على منتخب الأصاغر، حاولت فرض أسلوب هجومي بحت يراعي خصائص اللاعبين  وهو يقوم على النجاعة على مستوى امتلاك الكرة أو تجسيم الفرص من خلال تبادل الكرة بسرعة والتحول من الوضعية الدفاعية إلى الوضعية الهجومية دون فلسفة أو استحواذ سلبي وكذلك اعتمادا على اللعب المباشر، والمزج بين الهجمة المركّزة والسريعة أعطى أكله بنجاحنا بتسجيل 11 هدفا في أربع مباريات وهو رقم محترم للغاية، ولا شك أن التنسيق بخصوص المسائل الفنية يتمّ مع الإدارة الفنية دون تداخل في الأدوار والهدف الرئيسي صقل مواهب اللاعبين وتنويع الخيارات التكتيكية والفنية وخاصة مواكبة الكرة العصرية التي تقوم على الثقة والاستمتاع عند امتلاك الكرة وهو ما سيمكّنهم من صقل مواهبهم وحسن توظيف قدراتهم الفنية في المواعيد القادمة ونحت مسيرة مميزة.

هل تساند فكرة منح الفرصة للاعبي الأواسط مع فرقهم؟

أتمنى ان يتحلى مدربو الفرق بالشجاعة بمنح الفرصة تدريجيا للاعبي للأواسط في ظل إيقاف بطولات الشبان لدواع صحية، أغلب لاعبي منتخب الأواسط يعانون من نقص في المشاركات وهو ما أثر على الجاهزية الفنية والبدنية والذهنية وحاولنا جاهدا تلافيها من خلال إعطائهم الثقة.

الجيل الحالي يضمّ مواهب متميزة ومن الضروري إقحام بعض العناصر دون حرق سياسة المراحل وبطريقة تدريجية لتحصل الفائدة للفرق والمنتخب الوطني طالما أن المباريات وحدها كفيلة بتحسين الإمكانات وتدارك النقائص والاكتفاء بالحصص التدريبية لن يضيف شيئا إليهم وسيحدّ كثيرا من قدرتهم على التطور باعتبار أن الابتعاد عن النشاط تكون له تأثيرات سلبية على الجاهزية في مرحلة عمرية حسّاسة للغاية.

 

ونأمل أن نخوض التربصات القادمة بعناصر تنشط مع فرقها وتملك نسق المباريات وهو ما سيسهّل مهمتنا كثيرا لمواصلة العمل على المستوى الفني أو التكتيكي.