حوارات

عبد الحي بن سلطان (مدرب المغرب الفاسي): ضرورة الاستفادة من مهارة دراغر في الكرات الثابتة والتصويب

ضمن المنتخب الوطني مقعدا في الدور نصف النهائي لكأس العرب حيث لم يكذّب التوقعات بوصوله إلى المربع الذهبي على حساب نظيره العماني في مقابلة لم تعكس نتيجتها الأفضلية المطلقة والصريحة لـ"نسور قرطاج" وهو ما أكده مدرب المغرب الفاسي عبد الحي بن سلطان بالقول:"علينا تقييم المقابلة من زاويتين اولها النتيجة التي كانت مستحقة وثانيها الجانب التكتيكي والفني حيث قدّم المنتخب الوطني مستوى مثاليا في الشوط الأول وتميّز بحسن الانتشار والانضباط التكتيكي والروح الكبيرة كما استغل جيدا نقاط ضعف المنتخب العماني بفضل حسن قراءة الإطار الفني للمنافس  واستثماره على الوجه الأكمل الفراغات الموجودة في الرواقين بحكم انتهاج المدرب الكرواتي طريق4ـ4ـ2 (متوازي الأضلاع في وسط الميدان) وعدم تفطن الأخير للخلل التكتيكي، وبالتالي كانت عناصرنا الوطنية في طريق مفتوحة لفرض هيمنتها لتقترب من الاطمئنان مبكرا على الفوز خصوصا وأن الضغط العالي أجبر العمانيين على ارتكاب الأخطاء في منطقتهم وجعل الدفاع التونسي في راحة تامة وهو ما تؤكده نسبة امتلاك الكرة وعدد الفرص السانحة للتسجيل".

وأبرز المدرب الوطني السابق أن الوضعية تغيّرت في منتصف الشوط الثاني عندما عدّل المنتخب العماني الأوتار بتغيير الرسم التكتيكي واقحام عناصر هجومية مقابل تراجع منطقة الضغط وافتكاك الكرة للمنتخب الوطني فضلا عن حصول بعض الأخطاء على مستوى التمركز ليقع المحظور بقبول هدف التعديل غير أن التدارك حصل سريعا بفضل قوة شخصية اللاعبين واستغلالهم الضعف الفادح للعمانيين في الكرات الثابتة، كما شدّد بن سلطان على أن معطيات المقابلة كانت تفرض الإبقاء على سيف الدين الجزيري أساسيا لحرمان المنتخب العماني من الصعود الى الهجوم مبيّنا أن اعتماد "نسور قرطاج" على اللعب المباشر جعل المنتخب العماني يحاول العودة في المواجهة التي كادت تأخذ منعطفا آخر في ظل الصعوبات الظرفية التي عاشها المنتخب الوطني في الدقائق الأخيرة.

نتائج منطقية

يعتبر تأهل المنتخب الوطني إلى المربع الذهبي منطقيا قياسا بحجمه ووزنه على الساحتين القارية والإقليمية وهو ما أبرزه المدرب عبد الحي بن سلطان بالقول:"باستثناء مقابلة سوريا التي كانت كبوة جواد وعثرة أعادت اللاعبين الى أرض الواقع، فإن المنتخب الوطني كان وفيا لعاداته بالنتائج لتعتبر منطقية بالنظر إلى الفوارق التي تفصله عن منافسيه والفوز على موريتانيا والإمارات وعمان نتيجة متوقعة رغم اللعب بالنار في بعض الفترات على غرار نهاية لقاء ربع النهائي، وأعتقد أن الأمور الجدية ستنطلق في المربع الذهبي الذي سيعرف حضور المنتخبات المرشحة سلفا، ومواجهة المنتخب المصري المرتقبة بحكم أنه مرشح فوق العادة لعبور عقبة نظيره الأردني ستكون اختبار الحقيقة نظرا للاستعدادات الجيدة للمنافس وكذلك الحماس الذي يطغى على المباريات بين المنتخبين".

وأشار مدرب المغرب الفاسي إلى ضرورة ترميم الخط الخلفي وتدارك النقائص التي لاحت حيث ارتبك في المناسبات القليلة التي وصل فيها المنتخب العماني كما أن حراسة المرمى أصبحت مشكلا مزمنا مضيفا أن الدفاع التونسي سيكون في امتحان عسير انطلاقا من الدور نصف النهائي والصلابة يجب أن تكون حاضرة وخاصة بين ثنائي المحور، كما أبرز بن سلطان أهمية الاستفادة من التمتع بيوم راحة مقارنة بالمنافس القادم حيث ستكون الفترة القادمة فرصة لاستعادة الأنفاسوالبناء على الإيجابيات التي لاحت في المباراتين الأخيرتين لتشريف كرة القدم التونسية واسعاد الجماهير العريضة.

إشادة بدراغر والجزيري

كانت بدايات أفضل لاعب في مقابلة ربع النهائي محمد دراغر مع المدرب عبد الحي بن سلطان في منتخب الاصاغر الذي بلغ ثمن نهائي"مونديال" الإمارات 2013، ونال ظهير أيمن المنتخب الوطني إشادة مدربه السابق بالقول:"لست متفاجئا بالمستوى الرائع لمحمد دراغر الذي اعرف إمكاناته جيدا وقدّم عطاء غزيرا في الشوط الأول دفاعا وهجوما صحبة محمد أمين بن حميدة مستغلينالضعف الفادح للرواقين الأيمن والأيسر للمنتخب العماني قبل أن يتراجع مستواه في الفترة الثانية ويبدو أن السبب الرئيسي يعود إلى توصيات الإطار الفني بالتركيز على الواجب الدفاعي وليس لتراجع مستواه البدني الذي يعتبر نقطة قوته الأبرز وأنا سعيد جدا بأدائه المتميز وأتمنى له مواصلة التألق مع المنتخب الوطني شأنه شأن بقية اللاعبين ومن ضمنهم سيف الدين الجزيري الذي كنت أول من وجّه إليه الدعوة للانضمام للمنتخبات الوطنية وكذلك محمد علي بن رمضان".

 

ودعا بن سلطان المدرب الوطني إلى الاستفادة من قدرات دراغر على مستوى تنفيذ الكرات الثابتة والتصويب من مسافات بعيدة مستدلا بهدفه الرائع في "مونديال" 2013 ضد المنتخب الياباني مضيفا أن الحلول الفردية ستكون حاسمة في الأدوار الختامية خاصة وأن الحسابات ستطغى على أذهان المدربين.