حوارات

سمير الأندلسي (مدرب المنتخب الوطني): جــــــــــــــــنـيـنا ثـــمـــار الــعمــل المــتواصــل مـنذ 2019

تأهل المنتخب الى نهائيات «كان» السيدات، المقررة في المغرب من 2 الى 26 جويلية رغم خسارته في لقاء الإياب ضد غينيا الاستوائية بنتيجة 3-2 ليستفيد من فوزه العريض ذهابا بخماسية نظيفة ويضمن المشاركة الثانية في تاريخ كرة القدم التونسية في كأس افريقيا، وأبدى المدرب الوطني سمير الأندلسي سعادته بالإنجاز الكبير:حققنا حلما لم يكن سهل المنال حيث تأهلنا إلى النهائيات القارية عن جدارة واستحقاق بعد عمل دؤوب انطلق منذ شهر أكتوبر 2019 خضنا خلاله عديد المباريات الودية فضلا عن مشاركتنا في البطولة العربية التي ساعدتنا كثيرا على وضع التصورات الفنية والتكتيكية المناسبة لتحقيق الأهداف المنشودة وهو ما تحقق بفضل تظافر جهود جميع الأطراف من جامعة وإدارة فنية ولاعبات، كما أن تغيير موعد النهائيات ساعدنا كثيرا نظرا لتأثيرات جائحة كورونا على سير التحضيرات والتوقف الاضطراري لفترة طويلة ليتسنى لنا التحضير جيدا للتصفيات اذ كان امامنا المتسع الكافي لخوض المباريات الودية التي افادتنا كثيرا».

صحوة كبيرة

كان عبور المنتخب الوطني الى النهائيات مستحقا حيث سحق نظيره المصري في الدور الأول بفوزه بمجموع المقابلتين 7-2 قبل أن يضرب بقوة ضد بطل افريقيا منتخب غينيا الاستوائية في نسختي 2008 و2012 والقاسم المشترك بينهما قيادة سمير الأندلسي للدواليب الفنية لتتأكد «الصحوة» التي يعيشها الاختصاص بعد سنوات قضاها في غياهب النسيان ألقت بظلالها على مستوى اللعبة وأجبرت اللاعبات على الهجرة لكن المعطى الأخير ساهم في تحسن أدائهن بحكم نشاطهن في بطولات أوروبية مختلفة لتكون العودة من الباب الكبير والتي تحتاج الى تأكيد وهو ما قال عنه المدرب الوطني:الاستراتيجية كانت واضحة منذ البداية وهي التعويل أكثر ما يمكن على الناشطات خارج تونس واللاتي ارتفع عددهن بسبب ضعف مستوى البطولة الوطنية حيث وضعت الجامعة بالتنسيق مع الإدارة الفنية برنامجا عملنا على تجسيمه خلال فترة التحضيرات من خلال خلق اللحمة المطلوبة بين اللاعبات وتدارك النقائص الموجودة، ونأمل أن ينعكس التأهل على واقع كرة القدم النسائية في ظل الصعوبات التي تعرفها الجمعيات وخاصة من ناحيتي الموارد المالية وكذلك البنية التحتية من أجل توسيع قاعدة انتشارها وتطوير المستوى الفني وهو ما سيفيد حتما المنتخب الوطني على المدى المتوسط والبعيد بحكم ان حجم الطموحات ارتفع كثيرا ولا مجال للعودة إلى الوراء بإعتبار أن تونس تبقى دوما من كبار القوم في افريقيا وهو ما نرنو إلى تأكيده في السيدات» .

وحسمت زميلات الهدافة مريم حويج التأهل منذ لقاء الذهاب الذي أقيم يوم الجمعة الفارط بملعب سليمان لكنهن أضعن فرصة تأكيد التفوق في مالابو بعد تقدمهن بهدفين لكن المنتخب المحلي استفاد من التراخي الحاصل في أداء اللاعبات وكذلك تراجع العامل البدني لينجح في قلب تأخره الى فوز مثير، وأكد المدرب سمير الأندلسي أن عناصرنا الوطنية كانت قادرة على تجديد تفوقها لولا التراجع البدني الحاصل في الشوط الثاني قائلا في هذا السياق:على غرار الدور الاول الذي عبرناه دون صعوبات بفضل تعاملنا الجيد مع معطيات مباراتي مصر، حرصنا على حسم مصير العبور منذ لقاء الذهاب بالتركيز خصوصا على النواحي الذهنية وهو ما حصل ضد غينيا الاستوائية عندما حققنا فوزا باهرا بخماسية نظيفة جعل مهمتنا سهلة في مالابو، وقد كنا قادرين على الفوز خصوصا بعد تقدمنا بهدفين لكن أداء اللاعبات عرف تراجعا بسبب العوامل المناخية وكذلك الإرهاق والمهم في النهاية هو كسبنا بطاقة العبور بأقل مجهود ممكن في لقاء الاياب».

الحلم جائز

 

بعد نهاية منافسات الدور التمهيدي الأخير سيكون المنتخب الوطني موجودا في كأس افريقيا رفقة منتخبات المغرب وأوغندا وبورندي وتونس وبوتسوانا  ونيجيريا والكامرون وبوركينا فاسو والطوغو وجنوب افريقيا والسينغال وزامبيا، وأبرز المدرب الوطني سمير الأندلسي أن التحضير لكأس افريقيا انطلق فعليا حيث تلقى اتصالا من رئيس الجامعة وديع الجريء الذي وضع جميع الإمكانات على ذمة المنتخب الوطني من أجل النجاح في الحدث القاري الذي قال عنه:الحلم ببلوغ الدور الثاني والتأهل إلى المونديال جائز خاصة وأن الجامعة ستضع على ذمتنا جميع الإمكانات اللوجستية والمادية لكن المهمة لن تكون سهلة بوجود منتخبات من الحجم الثقيل على غرار الكامرون ونيجيريا والمغرب والتي تملك قدرات فنية وبدنية هائلة وهو ما يتطلب استغلال فترة التحضيرات على الوجه الأكمل رغم قصر المدة وكذلك عدم وجود الوقت الكافي للتربصات اذ لا تسمح التزامات الناشطات خارج تونس سوى بخوض محطتين اعداديتين في أيام الفيفا في أفريل وقبل اسبوعين من الكان، ونأمل أن نستفيد من مشاركة اللاعبات مع فرقهن كما سنعمل على تحضير برنامج تحضيري معهن دون نسيان متابعة الناشطات في تونس وأيضا إجراء أكبر عدد من المباريات الودية في المرحلة القادمة كي نكون على أهبة الاستعداد عند بداية الجديات».