حوارات

طارق المسعودي (مدرب ومحلل فني): فوز للتاريخ والتغييرات أعطت أكلها

أكد المدرب والمحلل الفني طارق المسعودي أن الفوز الذي حققه المنتخب الوطني على نظيره الفرنسي يعتبر تاريخيا دون النظر الى التشكيلة التي نزلت بها "الديوك" وعرفت اقحام "النجوم" بعد تسجيل وهبي الخزري هدف الانتصار مبرزا الحسرة الكبيرة على ضياع حلم التأهل  الذي كان قريبا لولا العثرة المفاجئة ضد المنتخب الأسترالي والتي ألقت بظلالها على واقع "النسور" قائلا في هذا السياق:"ردّة الفعل كانت قوية للغاية من جانب المنتخب الوطني خصوصا وأن التدارك حتمي بعد العثرة ضد المنتخب الأسترالي في سيناريو غير متوقع بالمرة، التغييرات أعطت أكلها والانتصار كان مستحقا ضد حامل اللقب الذي يضمّ أبرز اللاعبين في العالم لكن التأهل لم يحصل بسبب ضياع نقاط ثمينة في الجولة الثانية، وعموما فإن المشاركة تعتبر طيبة رغم الفشل المتواصل في بلوغ الدور الثاني والذي كان على بعد أمتار قليلة".

الشوط الأول: العلامة الكاملة للخط الخلفي ووسط الميدان

أشاد المدرب طارق المسعودي بالمستوى الذي قدّمه المنتخب الوطني خلال الشوط الأول مضيفا في هذا السياق:"نجح نسور قرطاج في تقديم وجه مرضي للغاية خلال الفترة الأولى حيث أظهر انضباطا تكتيكيا كبيرا مكّنه من تلافي سيناريو المقابلة الفارطة ضد أستراليا عندما ارتبك في بدايتها ليدفع الثمن باهظا، الخط الخلفي يستحق العلامة الكاملة خصوصا وأنه أوقف الهجوم الفرنسي الذي لم يخلق سوى فرصة وحيدة عن طريق كينغسلاي كومان مقابل تحسن كبير على مستوى الأداء لعناصرنا الوطنية التي دافعت عن حظوظها وحاولت صنع الفارق من خلال الكرات الثابتة أو التوغلات الجانبية فضلا عن الهجومات السريعة التي كادت تأتي بالهدف".

وأبرز المسعودي قيمة الدور الذي لعبه الظهيرين وجدي كشريدة وعلي معلول حيث ساندا الهجوم باستمرار ووفّرا التفوق العددي وهو ما غاب في لقاء أستراليا مثنيا على المستوى الذي أظهره محمد علي بن رمضان على مستوى افتكاك الكرة أو بناء الهجمة غير أن الاشكال كان غياب النجاعة الهجومية من جديد بسبب غياب التركيز في اللمسة الأخيرة، وفي السياق ذاته اعتبر أن التحويرات التي مسّت الخطوط الثلاثة ساهمت في اضفاء الصلابة المطلوبة في وسط الميدان الدفاعي وتألق الياس السخيري وعيسى العيدوني.

الشوط الثاني: واقعية كبيرة

أكد المدرب طارق المسعودي أن المنتخب تدارك الأخطاء التي حرمته من تجسيم أفضليته في الشوط الأول حيث سجّل هدفا نجح في المحافظة عليه الى الدقائق الأخيرة رغم الضغط الرهيب الذي فرضه المنتخب الفرنسي في منتصف الشوط الثاني خصوصا بعد اقحام أبرز عناصره الهجومية قائلا في هذا السياق:"سيناريو الشوط الثاني كان مميّزا للغاية حيث نجح المنتخب الوطني في تسجيل الهدف الذي طال انتظاره وكان على حساب منافس من الحجم الثقيل حاول العودة في اللقاء بالتعويل على أبرز عناصره الهجومية غير أن زملاء نادر الغندري أظهروا استبسالا كبيرا في الدفاع عن مرماهم رغم التعب الذي لاح جليا على الظهيرين والارتباك السائد بحكم القيمة الفنية للاعبين الفرنسيين، عموما الفوز كان مستحقا قياسا بما قدمه المنتخب الوطني طيلة تسعين دقيقة ولعل الحظ أنصفه عندما ألغى الحكم هدفا بعد العودة الى تقنية الفار".

 

وأبرز المسعودي أن مباراة أستراليا حدّدت مصير المنتخب الوطني عندما ظهر بوجه شاحب عكس مباراتي فرنسا والدنمارك اللتين شهدتا نضجا تكتيكيا كبيرا وروحا قتالية مؤكدا ضرورة البناء على ايجابيات المشاركة السادسة في "المونديال" وتلافي الأخطاء التي حالت دون المرور الى الدور الموالي للمرة الأولى في التاريخ وخاصة على مستوى المرونة التكتيكية وحسن التعامل مع المنافسين مشدّدا على أن الفرصة كانت مواتية من أجل صنع "ملحمة" تاريخية" ستبقى في ذاكرة الشعب التونسي الذي كان ينتظر الفرحة ووقف خلف منتخبه سواء على أرض الوطن أو في الدوحة.