حوارات

المدرب يوسف المناعي : تطور لافت للاعب التونسي فرديا وجماعيا …الفرحة المبالغة وراء العثرة ضد أستراليا

 

 لم تختلف المشاركة السادسة للمنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم عن سابقاتها حيث فشل في تحقيق الحلم الذي لاحقته أجيال ببلوغ الدور الثاني رغم أنه كان قريبا للغاية من تحقيق مبتغاه لولا الفشل الذريع ضد "الكنغر" الأسترالي والذي حكم عليه بالخروج مبكرا ودون الاستفادة من النقاط التي أحرزها "نسور قرطاج" ضد المنتخبين الدنماركي والأسترالي.

وفي تقييمه لحصيلة المنتخب الوطني في الدور الأول من كأس العالم قطر 2022، أعرب المدرب يوسف المناعي عن رضائه التام على مستوى "النسور" في المجموعة الرابعة التي كانت صعبة بحكم قيمة المنتخبات المنافسة قائلا في هذا السياق:"بعد 44 سنة عن أول مشاركة في كأس العالم، حققنا أربع نقاط في الدور الأول وهو ما يبرز بوضوح أن المشاركة السادسة كانت مرضية رغم عدم اقتران الحصيلة بالتأهل الى الدور الثاني لكن الأداء المقدّم والانضباط التكتيكي وكذلك اللمسة الفنية من الاطار الفني كانت عوامل أظهرت الوجه الحقيقي للمنتخب الوطني الذي أوقف المنتخب الدنماركي وحقّق فوزا تاريخيا ستحفظه الذاكرة طويلا على بطل العالم المنتخب الفرنسي".

وأشاد المدرب يوسف المناعي كثيرا بعمل الاطار الفني وعلى رأسه جلال القادري الذي نجح في إضفاء بصمته على أداء المنتخب الوطني وأثبت كفاءة كبيرة رغم أن الظروف لم تكن مساعدة قبل التحول الى الدوحة حيث رافقت الانتقادات جميع الأطراف وجعلت الأجواء غير ملائمة نسبيا قائلا في هذا الخصوص:"لا يمكن القسوة على المدرب جلال القادري بمجرد هزيمة غير منتظرة ضد المنتخب الأسترالي فقد أثبت كفاءة عالية قادت المنتخب الوطني الى تحقيق نتيجتين باهرتين ضد منافسين من الحجم الثقيل في مشاركة كانت أبرز ايجابياتها الروح التي سادت المجموعة وكذلك التنظيم التكتيكي المحكم والفضل يعود بنسبة هامة الى الاطار الفني، كما عرفت المشاركة التونسية بروز لاعبين شبان يملكون طاقات عالية على المستوى البدني أو الذهني وهو ما يجعل المستقبل مشرقا".

وبيّن المناعي أهمية البناء على الإيجابيات العديدة التي برزت في المباريات الثلاث الأخيرة وخاصة على مستوى النضج الذي بلغه عديد اللاعبين والروح الجماعية التي ذلّلت جميع الصعوبات الفنية داعيا جميع الأطراف الى نبذ الخلافات والتوحّد حول المنتخب الوطني بحكم أنه ملك لجميع التونسيين دون استثناء وهو ما لاح في المساندة الكبيرة التي وجدها في المشاركة "المونديالية" مع ضرورة العمل على تدارك بعض النقاط السلبية وأبرزها الضعف الهجومي من خلال الحرص على إيلاء التكوين الأهمية التي يستحقها في بطولتنا.

تونس ـ الدنمارك: لقاء العمر

أكد المدرب التونسي الذي كان العربي الوحيد في الدوري الممتاز السعودي في هذا الموسم أن لقاء الدنمارك كان مثاليا على جميع المستويات بالنسبة الى عناصرنا الوطنية التي نجحت في "كبح جماح" منافس عتيد حقّق تسعة انتصارات في تصفيات "المونديال" الخاصة بالقارة الأوروبية وهزم "الديوك" الفرنسية ذهابا وإيابا، وقيّم يوسف المناعي أداء "النسور" في اللقاء الافتتاحي بالقول:"المنتخب الوطني قدّم أداء جيدا على المستوى التكتيكي أو الفني ضد الدنمارك حيث درس الاطار الفني اللقاء جيدا ونجح في الحدّ من خطورة زملاء اريكسن بفضل حسن التمركز والانتشار داخل الميدان، كما أن المباراة الافتتاحية أظهرت التطور الكبير للاعب التونسي على مستوى كسب الثنائيات والتفوق في الصراعات الأرضية والهوائية وهو ما يمكن البناء عليه في الفترة القادمة".

وأبرز المناعي قيمة الجاهزية البدنية التي تحلت بها عناصرنا الوطنية ضد منتخب اسكندنافي قوي للغاية في هذا الجانب موضّحا أن التعادل كان مستحقا الى أبعد الحدود وكادت النتيجة تكون أفضل لو استغل اللاعبون فترات القوة في الشوط الأول.

تونس ـ أستراليا: أضعنا التركيز

قصمت مباراة أستراليا "ظهر" المنتخب الوطني حيث حكمت عليه الهزيمة بالخروج المبكر من كأس العالم رغم أنه كان ينطلق بأفضلية كبيرة على الورق، وبرّر يوسف المناعي الموجود في الكويت لاجتياز شهادة "البرو" الخسارة بغياب الحضور الذهني عكس المباراة الأولى مضيفا في هذا السياق:"غاب التركيز خلال اللقاء الثاني ضد المنتخب الأسترالي ويبدو أن الفرحة التي سادت المجموعة عقب التعادل مع الدنمارك طالت أكثر من اللزوم لتفتقد الحضور الذهني وتفشل في التعامل مع البدايات التي كانت دون المأمول حيث صنع الكنغر الأسترالي فرصة وحيدة نجح في تجسيمها، المنتخب الوطني لم ينجح في فكّ الشفرة الأسترالية ولاح بعيدا عن مستواه الحقيقي رغم الضغط الذي فرضه في الشوط الثاني والعائق الأبرز تجلى في آخر 30 مترا من خلال غياب اللمسة الأخيرة".

وشّدد المدرب يوسف المناعي على أن سيناريو لقاء أستراليا كان قاسيا للغاية على المنتخب الوطني الذي لم يكن في قمة مستواه ودفع ضريبة النجاح في الجولة الأولى لتصبح المهمة صعبة ويفقد نقاطا مهمة في صراع التنافس على التأهل الى الدور الثاني.

تونس ـ فرنسا: فوز للتاريخ

تغنى المدرب يوسف المناعي بأداء "نسور قرطاج" في لقاء فرنسا والذي أعاد الى الأذهان نجاحات اللقاء الافتتاحي ضد الدنمارك بقوله:"قدمنا مستوى تكتيكيا عاليا حيث تحررنا من الضغوطات وكان الكاستينغ ناجحا وساعد على التعامل مع معطيات المواجهة التي كانت أفضل اللاعبين في العالم، اللاعبون أحسوا بقيمة المسؤولية وأظهروا قدرات طيبة لينعكس ذلك على الأداء حيث لعبوا بأريحية وندية كبيرتين جعلتهم يظفرون بنقاط الفوز الذي لم يكن كافيا لكنه يعتبر مهما للغاية من الناحية المعنوية".

 

وأبرز المدرب السابق للقادسية والعدالة السعوديين أن الإبقاء على ثلاثة لاعبين في المحور ساعد المنتخب الوطني كثيرا على تجاوز المشاكل الدفاعية التي لاحت قبل "المونديال" رغم اعترافه بالمشاكل الهجومية التي حالت دون تحقيق التأهل حيث سجّل "النسور" هدفا وحيدا ضد العملاق الفرنسي.