حوارات

طارق جراية (مدرب الأولمبي الباجي) : هدفنا إعادة أمجاد التسعينات ولا يقلقني اهتمام بعض الفرق بلاعبينا

واصل المدرب طارق جراية صنع الحدث في المجموعة الثانية حيث قاد الأولمبي الباجي إلى فوزه الخامس على التوالي لينعش آماله في التأهل إلى مرحلة التتويج في انتظار التأكيد في قادم المواعيد.

ورغم حداثة عهده بأجواء الرابطة الأولى فإن جراية المتوج بكأس لبنان في الموسم الفارط دخل في صلب الموضوع دون مقدمات وكان تعامله مثاليا مع المباريات وخاصة الاخيرتين خارج القواعد ضد النادي الافريقي والاتحاد المنستيري ليرسي سفينة الأولمبي الباجي على بر الأمان بعد المعاناة الكبيرة في بداية الموسم والتي كان مردّها الأساسي غياب الاستقرار الفني حيث أشرف المدرب محمد الكوكي على التحضيرات قبل أن يسلّم المشعل لحافظ القيطوني الذي لم ينجح في تحقيق النتائج المرجوة ليرمي المنديل ويعوّضه طارق جراية بعد فترة انتقالية بقيادة المدير الفني حافظ العرفاوي.

ماهو سرّ القفزة العملاقة الأولمبي الباجي؟

الانتصارات الخمسة الأخيرة كانت نتاج عمل جماعي ومجهودات جبارة من جميع الأطراف، فاللاعبون قاموا بتضحيات كبيرة وأظهروا استبسالا وروحا قتالية عالية كما عملت الهيئة على توفير ممهدات النجاح كما أن دور الاطار الفني المساعد كان مهما للغاية مع سهره على كل كبيرة وصغيرة وحرصه على متابعة جميع الجزئيات وتحسين قدرات المجموعة، والنتائج الأخيرة ليست سوى بداية في مشروع هدفه إعادة أمجاد الفريق والمطلوب عدم الاغترار بما تحقق فالمقابلة القادمة دوما هي الأصعب في كرة القدم ونحن مطالبون بإبقاء الأرجل على الأرض لمواصلة المسيرة الناجحة والتعامل بشكل جيد مع المرحلة المقبلة حيث سيقرأ لنا المنافسون ألف حساب.

ماهو العامل الذي ساعدكم على تجاوز تأثيرات التوقف وكذلك المشاكل الكبيرة التي رافقت التحضيرات؟

الأولمبي الباجي ليس في منأى عن المشاكل التي تعرفها جلّ الفرق التونسية وتعود إلى الوضعية الاقتصادية التي تعيشها البلاد بصفة عامة، ولعل ما شهدته فترة التوقف من تقطع في التحضيرات وصعوبة في تنفيذ البرنامج الإعدادي زاد في شحذ عزائمنا من أجل تحقيق الأهداف المرسومة وخلق من الضعف قوة وأعتقد أن الفوز على الاتحاد المنستيري يؤكد بوضوح أن صحوتنا في نهاية مرحلة الذهاب لم تأت من محض الصدفة بل كانت نتيجة طبيعية للعمل الدؤوب والمبني على أسس صحيحة من خلال المتابعة والتقييم والحرص على تلافي السلبيات ودعم الإيجابيات.

هل كنت تنتظر الفوز على الاتحاد المنستيري الذي يمرّ بفترة زاهية ولم يعرف سوى الانتصارات على أرضه؟

كنت متيقنا من قدرتنا على العودة بنقاط الفوز من ملعب بن جنات ضد منافس متميز حيث جهّزنا الخطة المناسبة ولعبنا على قدراتنا الحقيقية منذ البداية كما أن اللاعبين تحلوا بالتركيز طيلة المواجهة التي حسمناها عن جدارة واستحقاق بفضل الانضباط التكتيكي والروح العالية.

 

 

 

وساهم حسن استيعاب اللاعبين للرسوم التكتيكية في تحقيق المنشود حيث اخترت تنويع اللعب منذ قدومي من خلال اعتماد ثنائي في المحور أو ثلاثي مثلما كان الحال في اللقاء الأخير دون السعي إلى التقوقع الدفاعي ولعل الفاعلية الهجومية تؤكد ذلك فالمرونة التكتيكية مهمة جدا لكسب الرهان في ظل ماراطون المباريات الذي ينتظرنا ويستوجب التحضير بشكل جيد وكذلك حسن التعامل مع قدرات اللاعبين.

أمام تواتر اهتمام الأندية البارزة بأبرز لاعبيكم، هل من شأن ذلك التأثير على مسيرتكم؟

بالعكس، وجود عديد اللاعبين على رادار الفرق المراهنة على الالقاب دافع إضافي لهم للتألق ومواصلة إبراز قدراتهم الحقيقية شريطة الإحاطة بهم وتجنب الغرور الذي أضرّ بعديد اللاعبين، فرغم الازمة المالية التي يمرّ بها الفريق فإن الهيئة المديرة تسعى إلى تذليل الصعوبات والمحافظة على كامل الرصيد البشري طالما أن المشوار مازال طويلا والحاجة ماسة إلى جميع العناصر لتحقيق الأهداف المنشودة.

المجموعة تكتنز إمكانات كبيرة لكننا نستمد قوتنا من الروح الجماعية الموجودة وعدم الارتهان إلى الفرديات التي نحاول توظيفها لصالح المجموعة وهو ما برز من خلال المستوى المقدم والذي نسعى إلى تطويره ليكون ملائما للقدرات الحقيقية للاعبين.

ماهي أهدافكم الرئيسية في الفترة القادمة؟

الهدف الرئيسي هو إعادة الأولمبي الباجي إلى مداره الحقيقي واحياء أمجاده في التسعينات عندما كان رقما صعبا في البطولة والكأس وهو ما وضعناه نصب أعيننا مع العائلة الموسعة للفريق، علينا التعامل مع كل مباراة على حدة ومواصلة حصد النقاط وأعتقد أن اللقاءات القادمة ستكشف عن حظوظنا في التأهل إلى مرحلة "البلاي أوف" وخاصة أمام جماهيرنا التي استعادت تدريجيا الشغف بالاولمبي وكانت خير سند لنا في الفترة الماضية ونأمل أن تكون حاضرة بقوة وشدّ أزر المجموعة التي تضم عناصر شابة تحتاج إلى المساندة لتفجير إقامتها وتأكيد أن الفريق منجم لا ينضب من المواهب.

ماهو تقييمك للانتدابات الحاصلة إلى حد الآن؟

 

سعينا إلى سدّ النقائص التي كانت واضحة للعيان منذ مرحلة الذهاب وزادت حدّتها بعد خروج بعض الأسماء كما عززنا الصفوف بأسماء شابة تتطلع إلى نجت مشوار متميز من بوابة الأولمبي الباجي الذي يبقى محطة مهمة في مسيرة أي لاعب، ورغم تعطّل المفاوضات مع بعض الأسماء فإننا سنحاول تدعيم الفريق بلاعبين جديدين على أقصى تقدير خاصة وأن حجم الآمال ارتفع كثيرا ووصلنا إلى مرحلة تستوجب عدم الرجوع إلى الخلف