الرابطة الأولى

إرث ثقيل ورهانات عديدة تنتظر حمادي الدو مع البقلاوة

سيكون حمادي الدو المدرب الثالث للملعب التونسي هذا الموسم، فبعد إقالة اسكندر القصري وتعذر التعاقد مع حاتم الميساوي لخلافته، حتمت الظروف أن يكون المدرب المؤقت أمير الدريدي على رأس الفريق خلال مباراة الفريق يوم أمس ضد هلال الشابة، وذلك في انتظار بدء المدرب الثالث ونعني بذلك حمادي الدّو مهمته مع الفريق مع حصول اتفاق بينه وبين إدارة النادي التي اختارت المراهنة على هذا الفني ليكون الربان الجديد للفريق في ما تبقى من منافسات هذا الموسم.

ولم يكن التعاقد مع الدّو مفاجئا خاصة وأن القائمين على الفريق تواصلوا معه خلال الفترة الماضية وكان من بين الأسماء المطروحة بشدة لخلافة القصري، وكان من الممكن أن يحصل الاتفاق الرسمي معه قبل دخول الميساوي على الخط، حيث تواصلت معه إدارة النادي لكنه طلب مهلة للتفكير الأمر الذي جعل المسؤولين على الملعب التونسي يغيّرون وجهتهم نحو الميساوي، إلا أن الظروف والتطورات أبت إلا أن يكون الاتفاق الرسمي مع المدرب السابق للنادي الصفاقسي بما أن عودة الميساوي لتدريب الفريق من جديد لم تكن ممكنة بسبب تمسك إدارة نادي الانتصار السعودي باتفاقها معه.

حصل الاتفاق مع الدّو، لكن بسبب التزام الفريق بخوض مباراته يوم أمس، فقد تقرر أن يشرع المدرب الجديد في عمله بشكل رسمي بداية من اليوم، وبالتالي تبدأ مرحلة جديدة في مسيرة الملعب التونسي هذا الموسم بشعار التدارك وتجاوز كل الأخطاء التي حصلت في السابق مع المدرب اسكندر القصري الذي توقع أغلب المتابعين أن يحقق نتائج باهرة مع الملعب التونسي، لكن لم يحصل أي شيء من هذه التوقعات.

ثلاثة تحديات كبرى

من الواجب التأكيد على أن الحقبة الأخيرة لم تكن مثالية بشكل كبير، ورغم أن الفريق يضم عناصر جيدة للغاية إلا أن "سوء توظيف" قدرات المجموعة حال دون تمكن القصري من إنجاز عمله كأفضل ما يكون، ومن هذا المنطلق سيكون حمادي الدّو أمام ثلاث تحديات من واجبه مواجهتها وهي إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة وإثبات جدارة الملعب التونسي بالتأهل إلى "البلاي أوف"، وإعادة الثقة لبعض العناصر التي لم تجد حظها مع المدرب السابق، إضافة إلى التخلص نهائيا من المشاكل الدفاعية التي يمكن القول إنها كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى تردي النتائج وبالتالي إقالة القصري.

مؤشرات التألق متوفرة

راهنت إدارة الملعب التونسي خلال الصائفة الماضية على إبرام عديد الصفقات والهدف من ذلك تقوية الرصيد البشري وجعل الفريق قادرا على الظهور بأداء مرضي، وقد نجحت الهيئة المنتخبة في تلك الفترة بقيادة محمد المجدوب بالتعاقد مع عدة لاعبين لديهم كل المواصفات التي تجعلهم قادرين على تقديم الإضافة على غرار الثنائي الأجنبي دومينيك ميندي ولامين انداو إضافة إلى هيثم الجويني ووسام بوسنينة، لكن رغم هذه الانتدابات إلا أن الفريق لم يحقق سوى عدد قليل من النتائج المرضية، وهو أمر لا يتماشى مع قيمة هذه الأسماء الجديدة أو العناصر القديمة، لكن بعد رحيل القصري فإن الهدف الأول للمدرب حمادي الدّو سيكون إعادة النظر في الرصيد البشري وتوظيف قدرات الفريق بشكل يضمن تحقيق نتائج إيجابية تعيد الاعتبار للملعب التونسي وتؤكد أن الانتدابات السابقة تبقى مجدية ومن شأنها أن تضمن ظهور الفريق في منافسات "البلاي أوف".

علاقة جديدة مع اللاعبين

عانى اسكندر القصري من تأزم علاقته بعدد من اللاعبين المؤثرين في الفريق، وهذا التوتر في العلاقة ساهم بقسط كبير في خسارة هذا الفني ثقة عديد الأطراف، وكان من الطبيعي أن تتسبب هذه الأوضاع في خروجه من الفريق، ليأتي حمادي الدّو المطالب بشكل أساسي بتركيز علاقة قوية ومتينة مع كل اللاعبين بمن في ذلك الذين لم يتم التعويل عليهم سوى في عدد قليل من المقابلات في السابق، والنجاح في استعادة نغمة الانتصارات وتجاوز المشاكل الفنية قد يرتكز بالأساس على وضوح العلاقة بين الإطار الفني ومختلف اللاعبين بما يضمن نقاوة الأجواء والابتعاد كليا عن كل الضغوطات المجانية التي عاش على وقعها الفريق في الفترة الماضية.

حل جذري للدفاع

خسر الملعب التونسي ما لا يقل عن تسعة نقاط بطريقة "ساذجة"  وبأخطاء فردية خلال مبارياته السابقة وهو ما حصل على سبيل المثال في مواجهتي اتحاد تطاوين والنادي الصفاقسي، والسبب في ذلك هو اختلال المنظومة الدفاعية وحصول هفوات عديدة جعلت دفاع الملعب التونسي من بين أضعف خطوط الدفاع في البطولة، ومما لا شك فيه فإن المدرب الجديد التي سيعاين رصيدا بشريا ضم مؤخرا المدافع المحوري الصادق التوج، سيكون مطالبا بحتمية تجاوز هذه الأخطاء وإيجاد التوليفة الدفاعية المناسبة والقادرة على تطوير قدراتها وبالتالي المساهمة في تحقيق نتائج جيدة تتماشى مع القدرات الهجومية المشجعة للفريق.