غريبة جديدة في كرة القدم التونسية حصلت مؤخّرا في هذا الزمن الرديء لفتت انتباهي منذ يومين. ترددت قليلا فبل الخوض فيها. ولكن في نهاية الأمر عزمت على التوقّف عندها. فباستعراض نتائج مقابلات الدفعة الثالثة للجولة السادسة إياب لبطولة الهواة المستوى الثاني في المجموعة الأولى التي دارت يوم أمس الأوّل الأربعاء 20 مارس 2024, لاحظت توقّف لقاء الخضراء الرياضية ونادي سكك الحديد التونسي (الشمنو) في الدقيقة 48 لعدم اكتمال النصاب بفريق الشمنو أي أن عدد اللاعبين فوق الميدان أصبح أقل من العدد المسموح به لإجراء اللقاء (7). نعم نادي الشمنو – وما أدراك – لم يعد قادرا على توفير 7 لاعبين فوق الميدان. هذا النادي عمره 105 سنوات إذ تأسس في غرة أكتوبر 1919. عرف أزهى أيامه في أواخر ستينات وبدابة سبعينات القرن الماضي حيث شارك في بطولة القسم القومي (الرابطة 1) في مواسم 66-67 و68-69 و69-70 و70-71 و71-72 و73-74 و74-75 و75-76 ثم تأرجح بعد ذلك بين القسمين الثاني والثالث ثم عودة للأضواء في موسم 89-90 وبعد ذلك انطفأت شمعته وعاد يراوح بين الأقسام السفلى لحد الدرك الأسفل حيث جعلته الأقدار ينزل للقسم الخامس وسيلعب في الموسم القادم – إن كتبت له الحياة – برابطة تونس. وعندما نتحدّث عن الشمنو لا يمكن أن ننسى ذلك اللقاء الشهير والذي لا يمحى من الذاكرة والذي جمعه في الدور نصف النهائي لكأس تونس في موسم 71-72 – موسم نزوله للقسم الثاني مجموعة الشمال) والذي جمعه بالنادي الإفريقي الذي كان يعج بالنجوم الكبار. اللقاء انتهى بالتعادل 4-4 بعد تمديد الوقت وترشّح النادي الإفريقي بالركنيات 7-3 لأنه في ذلك العهد لم يكن يتم اللجوء لضربات الجزاء الترجيحية. وفي صورة التعادل غي عدد الركنيات, يتأهّل الفريق الذي حصل على الركنية الأولى في المقابلة. سجل أهداف الشمنو في ذلك اللقاؤ الثلاثي الرهيب (المرساوي في مناسبتين ورضا الحداد وعمر القندي) في شباك الحارس مختار النايلي لأن الحارس عتوقة كان في ذلك الوقت مع المنتخب الإفريقي الذي خاض مقابلة ودية ضد المنتخب البرازيلي. إضافة إلى ذلك الثالوث الرهيب, أنجب نادي الشمنو لاعبين كبارا على غرار الشرفي بليل ومحمد زويتن والحارس الشريف وناصر بن زكري ون علي غزالة وحبيب القاسمي قبل تحوّله للنادي الإفريقي ولطفي بالوصيّف (غارينشا) وسهيل خشروم وحسان القابسي الذي حوّل جوهته العربي الدبابي نت لبتجم الساحلي للترجي الرياضي. أسماء كيسرة أخرى مرت بهذا النادي العتيد على غرار عبد الحي بن سلطان قبل أن يتحوّل لنادي حمام الأنف. بالنسبة للمدرّبين, فقد أشرف على صفوف الحديديين عدد كبير من المشاهير على سبيل الذنر ولا الحصر مولدي بالخامسة ورشاد الحامي و نونيز ناسيمنتوواسكاندر المدلجي وأحمد المغيربي وسليم الزليتني وحمزة مراد وعلي سلمي وخالد حسني وأحمد علاية وهايدجيسكي وكرامر وعمر العمري ... مع الاعتذار للبقية وقد قرف الفريق مسؤولين من طينة خاصة على فرارأحمد بليل ونجيب الفيتوري وكمال بن عمر مع مرافقين لفريق الأكابر من ذوي الخبرة مثل العربي الدبابي وعبد الرزاق مقطوف.
هذه لمحة عن فريق الشمنو وما وصل إليه من حالة يرثى لها مثل أغلب المؤسسات العمومية.
ملاحظة : أعتذر للاعبين والمدربين والمسؤولين الذين لم أذكرهم لضيق المجال. وبإمكانكم في تعاليقكم التذكير بهم وشكرا.
