غريب ما يحدث في الآونة الأخيرة للملعب التونسي، هذا الفريق العريق الذي كان يعتبر من الثلاثة الكبار (مع الترجي الرياضي التونسي والنجم الساحلي) في الخمسينات والستينات قبل تغيّر الوضع بداية السبعينات ثم بعد "التحول المبارك" ما جعل "المحللين" يتحدثون عن "أربعة كبار". فمنذ 4 مواسم، بدأ "فريق البايات" يستعيد عافيته وأصبح "يزعج" "الكبار" وربما هذا ما جعله يتعرض للمضايقات ولا يقع التعامل معه باحترام. فجامعة كرة القدم مثلا فرضت عليه لعب مقابلة فاصلة مع الاتحاد المنستيري قبل مواجهة الترجي التونسي في السوبر دون وجه حق. ومع انطلاق البطولة، لم يكن بإمكان جمهور البقلاوة الحضور بالعدد المطلوب لأن السلط الأمنية تمنح 1500 تذكرة فقط بملعب سعته بين 10000 و12000 متفرج. أيعقل هذا؟ لماذا نشاهد مدارج ملاعب بنزرت والمنستير وسوسة وصفاقس ومؤخرا المرسى تستقبل أكثر من نصف طاقة الاستيعاب؟ لماذا يحصل الترجي والنادي الإفريقي على 25000 تذكرة أي نصف طاقة استيعاب ملعب رادس (درة المتوسط سابقا) بينما لا يحصل فريق باردو سوى على سدس طاقة الاستيعاب؟ ولماذا تمنح لجنة صلوحية الملاعب ترخيصا استثنائيا لكل مقابلة؟ لماذا لا يقع توضيح النقائص حتى يتم تداركها؟ لماذا لا تقوم بلدية باردو بالإصلاحات الضرورية حتى يحصل ملعب الهادي النيفر على الترخيص النهائي؟ لماذا تصر الحماية المدنية على ضرورة إقامة "وقاية حديدية" لمنع الجمهور من اجتياح الميدان وكأننا في سرك؟ إن جماهير الملعب التونسي تشعر بالغبن إزاء تعامل السلطة مع فريقها وتتساءل عن السبب.
