ستفتتح سوق الانتقالات الشتوية يوم 25 جانفي أي بعد قرابة الشهر من غلق سوق الانتقالات الصيفيّة أول أمس الاثنين والتي سجّلت تفاوتا في حصّة تعاملات الفرق باعتبار أن النادي الإفريقي بسبب العقوبات المسلّطة عليه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، لم ينجح في تسجيل أي لاعب جديد في انتظار طلب التسوية لاحقا إن أنهى الفريق خلاص ديونه الكثيرة. كما أن النجم الساحلي لم يسجل في صفوفه صفقات تستحق الذكر باستثناء استقدام اللاعب المصري الشاب وبالتالي فإن الفريق حافظ على كامل حصّته من الصفقات.
فالمعطى المهمّ الذي رافق سوق الانتقالات لهذا الصيف أن الجامعة رفعت حصة الفرق من الانتدابات خلال هذا الصيف إلى 10 لاعبين سنّهم فوق 21 عاما ودون تحديد سقف نهائي بالنسبة إلى اللاعبين الذين سنهم أقل من 21 عاما. وهذا الأمر دفع عديد الفرق إلى التحرّك خلال آخر أيّام سوق الانتقالات من أجل الاستفادة من هذه الأفضلية ولكن المعطيات الأخيرة تؤكد أن أندية مثل النجم والصفاقسي والترجي والبنزرتي لم تستوف حصّتها من الصفقات إلى حدّ الان وأجلت الحسم النهائي إلى شهر جانفي القادم وهو أمر طبيعي بما أن الموسم مازال طويلا وأغلب المقابلات ستدور خلال الثلاثية الثانية من سنة 2021. من جهة أخرى فإن الملاعب التونسية عرفت عودة عديد النجوم السابقة التي لعبت لفرق تونسية مختلفة في السنوات الماضية وهي عناصر تونسية أو أجنبية مرّت بعديد الفرق وصنعت ربيعها مثل الخليل بانغورا.
حركية الفرق كانت مختلفة من فريق إلى آخر والثابت لدينا أن الأندية ستتحرك أكثر في جانفي القادم باعتبار أن كل فريق سيحاول التعويض لتفادي غصرات نهاية الموسم الذي سيكون طويلا.
خمسة نجوم
مرّة أخرى تكون أفضل الانتدابات من نصيب الترجي الرياضي الذي اختار التعاقد مع لاعبين لهم تجربة كبيرة وجلّهم عناصر دولية، فرغم أن الترجي لم يتعاقد مع أي لاعب أجنبي هذا الصيف مقابل خسارة لاعبين، فإنّه ضمّ حارس المنتخب الوطني الأول فاروق بن مصطفى والمدافع الدولي حمدي النقّاز والمهاجم علاء المرزوقي ولاعب الوسط غيلان الشعلالي والمهاجم التونسي السويسري نسيم بن خليفة.
وهذه الأسماء تعتبر من أفضل العناصر في البطولة الوطنية ومن خيرة اللاعبين بلا شك واستقطابها من قبل الترجي الرياضي ليس أمرا سهلا بالمرّة بالنظر إلى تميّزها السابق مع مختلف الفرق.
في الأثناء فإن الترجي لم يدفع هذا الموسم أي مبلغ مالي مقابل الانتفاع بخدمات عناصر من هذا الحجم بما أن كل اللاعبين كانوا في نهاية عقودهم مع فرقهم المختلفة وهو ما جعل الترجي يستفيد من هذه الصفقات ماديّا وكذلك فنيّا طالما وأن أي مدرب في تونس يحلم بانتداب هذه العناصر.
الصفاقسي يتحرّك
استعاد النادي الصفاقسي خدمات ثلاثة عناصر كانت معارة ونعني بها شوّاط ومنصر والمعروفي وهو ثلاثي لا يدخل في حصّة الفريق من الصفقات ولكنّه عاد إلى السوق الجزائرية من خلال ضمّ شرايطية وزكرياء المنصوري إضافة إلى انتداب اللاعب محمد صولة وبالتالي تحرّك الفريق في الفضاء المغاربي فقط ولكنّه في الأثناء عزّز صفوفه بشادي الهمامي الذي عاد إلى الفريق بعد سنوات طويلة من الغياب بين البطولات الخليجية.
إعادة الرسكلة
القاسم المشترك بين عديد الفرق هي محاولة إعادة رسكلة عدد من العناصر التي غابت عن المشهد خلال الفترة الماضية وخاصة منها اتحاد بن قردان الذي منح الفرصة إلى ادم الرجايبي وعلية البريقي وهما من أبرز الأسماء التي وقع التعاقد معها من قبل هذا الفريق الذي راهن على عديد اللاعبين أصحاب الخبرة مثل الحارس علي العيّاري. وقد غيّر الاتحاد هذا الموسم استراتيجيته فبعد أن اعتمد خلال السنوات الماضية على العناصر الشابة فضّل هذا الموسم انتداب عناصر لها تجربة كبيرة في الرابطة الأولى وذلك لتعويض خسائر الفريق التي طالت عديد العناصر فالاتحاد من بين الفرق التي رحل عنها عدد كبير من اللاعبين.
كما راهن الملعب التونسي على هذه الاستراتيجية من خلال التعاقد مع عناصر معروفة ولها خبرة كبيرة مثل سليمان كشك أو بلال الماجري أو حسين المسعدي وحسام الحبّاسي حيث راهن فريق باردو على عناصر معروفة البعض منها كان يلعب خارج تونس والبعض الاخر يملك تجربة كبيرة مع احترام سياسته القديمة من خلال انتداب لاعبين تونسيين متكونين في الخارج مثل يانيس الصغيّر.
ولئن خسر الاتحاد المنستيري ثلاثيا أجنبيا مميزا إلى جانب ياسين العمري، فقد راهن من جديد على بعض الأسماء المغمورة ولكن التي أثبتت تميّزها مثل الأخوين الكوني والهادي خلفة ومنح الفريق الفرصة ليوسف العبدلي القادم من الترجي أو حمزة الخضراوي من الملعب التونسي ولكنّه نزل بثقله من جديد من أجل انتداب عناصر أجنبية تبدو واعدة لتعويض العناصر التي غادرت.
من جانبه فإن النادي البنزرتي الذي خسر عديد اللاعبين راهن بدوره على إعادة رسكلة بعض العناصر مثل أيمن الطرابلسي وفهمي قاسم أو استعادة بانغورا نجم النجم الساحلي السابق وهو فريق يراهن دائما على بعض الأسماء التي تبدو مغمورة غير أنّه يكسب الرهان ويعيد إلى هذه الأسماء البريق مثلما فعل مع أسامة الدراجي وغيره من اللاعبين ولكن النادي البنزرتي خسر عديد اللاعبين خلال الفترة الماضية.
وكانت تحرّكات بعض الفرق بطيئة مثل نجم المتلوي الذي نافس في سوق الانتقالات عندما قاربت على النهاية من خلال ضمّ سيديرك أو البوسليمي بعد أن ضم الفريوي وخليج والخلفاوي ولكن الفريق خسر عديد اللاعبين ولم يعوّضهم من حيث العدد أو القيمة.
ويمكن اعتبار تحرّكات مستقبل سليمان موفقة فهذا الفريق حافظ على رصيده البشري القديم وكان من أول الفرق التي قامت بصفقات من خلال اصطياد بعض العناصر المميزة في الترجي أو البحث عن لاعبين أجانب وهو فريق يتفادى الصفقات الكبرى.
ملك الصفقات
لئن اختار مستقبل الرجيش عدم القيام بصفقات كثيرة، فإن الأولمبي الباجي ضمّ 16 لاعبا دفعة واحدة وهو ملك سوق الانتقالات بلا شك من خلال الاستفادة من القوانين التي خدمته كثيرا فضمّ سريعا الحنشي نجم الرابطة الثانية ثم شهاب الجبالي وفهمي المعواني ومحمد صالح المهذبي ومراد الهذلي وغيرهم من اللاعبين واختتم الفريق المركاتو بضمّ جاك بيسان المهاجم المعروف. وخلال اخر تجربة له في الرابطة الأولى كان الأولمبي أكثر الفرق نشاطا في سوق الانتقالات وأكد ذلك من جديد خلال هذا الصيف.
وسنعود غدا إلى تقديم دراسة رقمية عن مختلف الصفقات التي وقعت في أطول سوق انتقالات في تاريخ تونس.