بعد 4 أشهر و15 يوما من انتخابه رئيسا للنادي الإفريقي، تحدث يوسف العلمي في أول حوار رسمي على الصفحة الرسمية للأحمر والأبيض. ويمكن القول أن العلمي قد نجح إتصاليا من حيث التشديد على التوجه إلى الجماهير من خلال صفحة النادي وهي خطوة رمزية ومدروسة في ان واحد بإعتبار أن الإفريقي عانى في السنوات الأخيرة من الجانب الإتصالي في غياب المعلومة، العامل الذي أعاق الفريق طويلا كما أن الشفافية والتركيز على التفاصيل في أبسط الأمور كانت واضحة في حديث العلمي الذي يبدو أنه نجح في الإقناع ولو نسبيا وأجاب على جميع التساؤلات التي تخامر أحباء النادي منذ مدة.
والأهم بالنسبة إلى الجماهير في الظرف الراهن هي الوضعية المالية للإفريقي والأرقام الحقيقية بخصوص الديون والخطايا المسلطة على الفريق التي تهدد «كيانه وديمومته» وفق توصيف العلمي تبقى النقطة الرئيسية بما أن النجاح في إغلاق ملفات وديون عالقة لسنوات في لحظة واحدة يبقى أمرا صعبا للغاية قياسا بحجم الأموال اللازمة وصعوبة الظرف المالي غير أن العلمي في حواره قد قسّم هذه الملفات وفق تصنيف عقلاني حيث تحدث عن ملفات تمت تسويتها بحلول الهيئة الجديدة وديون مستعجلة وحارقة يجب غلقها قبل نهاية الميركاتو الحالي إضافة إلى الديون والملفات الكبيرة الأخرى.
الخطايا التي وقع خلاصها وتمت تسوية ملفاتها:
ملف مختار بلخيثر : فسّر يوسف العلمي خطوة خلاص ملف الظهير الجزائري مختار بلخيثر في الأيام الأولى من فترة رئاسة الفريق خصوصا وأن الخطية جاءت في وقت دقيق ووقع خلاصها بسرعة بما أن العقوبة القادمة في هذا الملف كانت خطيرة جدا حيث تهدد الفريق عقوبة إنهاء النشاط وبالتالي فقد كان من الضروري التحرك سريعا بالإتصال باللاعب من قبل رئيس النادي وبعض من أعضاء الهيئة المديرة الذين تربطهم علاقة طيبة مع بلخيثر الذي كان في مستوى الإنتظارات بتنازله عن مبلغ مالي مهم وأكد العلمي أن الملف قد سوي بحوالي 350 ألف دينار شاكرا في الوقت ذاته بلخير على تفهمه للظرف الإستثنائي الذي يعيشه الفريق.
ملف اللاعبين الكامرونيين :
وصف العلمي ملف الثنائي الكامروني ديدي روستانغ ونيكولا سارج بـ«الأخطر والأصعب» في تاريخ النادي الإفريقي حيث أكد أن هذا الملف ينقسم إلى جزءين : المستوى الأول مالي بالأساس يتعلق بالخطية التي تم تسليطها على النادي وهي في حدود مليون و500 ألف دينار حيث تم الإتصال بالمحامي البلجيكي لـ«المواطنين الكامرونيين» وفق توصيفه وتم إقناعه بالقدوم إلى تونس مرة أخرى بعد أن تسببت الهيئة السابقة في فقدان مصداقية النادي والإساءة إلى صورته لدى الأطراف الدائنة وتم الإتفاق على دفع قسط كبير من المبلغ في حدود 260 الف يورو في دفعة أولى ثم تقسيط بقية المبلغ على أجزاء بمعدل 86 ألف كل قسط أوله سيقع دفعه نهاية شهر جويلية الجاري.
المستوى الثاني من القضية أخلاقي بحت وهو «الأخطر على تاريخ النادي الإفريقي منذ تأسيسه» وفق عبارة رئيس الإفريقي يتعلق أساسا بالقضية المرفوعة لدى لجنة الأخلاقيات بالفيفا والتهم الموجهة إلى النادي خطيرة جدا على غرار التدليس ومسك مدلّس وبالتالي فقد كان من الضروري إنهاء الملف سريعا والخروج بإتفاق يقضي بسحب القضية وهو ما يحسب للهيئة المديرة بما أن هذا الملف لا يقاس بالأموال و«قيمته في قيمة النادي» وفق تعبيره.
ملفي الخزري وموشيلي :
بعد إنهاء الإشكال في ملفين مستعجلين وهما بلخيثر والكامرونيين، نجحت هيئة العلمي في إغلاق ملفين إضافيين خلال الفترة الأولى من توليها المسؤولية ويهم أساسا المنحة التكوينية للاعب فؤاد الخزري لصالح نادي أجاكسيو وهو ملف قديم يعود إلى سنة 2012 ما يعكس حالة الفوضى التي حلت بالنادي الإفريقي رغم أن القيمة المالية لهذا الملف لا يمكن مقارنتها بأي رقم اخر حتى أنه يمكن إعتبارها الأقل تكلفة بين جميع الملفات الموجودة.
على صعيد اخر، فقد تمت تسوية ملف «بونتر كلوب» الفريق السابق لمتوسط الميدان إبراهيم موشيلي ليتم غلق الملف بصفة نهائية وهو الملف الأخير الذي وقعت تسويته في الأشهر الأولى من تولي زمام الأمور في الإفريقي.
وقد شكر العلمي في هذا الإطار جماهير الفريق التي كانت سندا للهيئة من خلال «اللطخات» التي ساهمت بدورها في تلك الفترة بمبالغ محترمة ساعدت الهيئة على إغلاق هذه الملفات مؤكدا في نفس السياق أن الأطراف التي تصطاد في الماء العكر لن تقدر على زعزعة الإستقرار هذه المرة بما أن هيئة الإفريقي وعلى عكس ما يشاع تقوم بمجهودات مالية وتضحيات كبيرة وهو واجبها تجاه النادي.
ملفات مستجعلة يجب إغلاقها قبل نهاية الميركاتو :
أكد العلمي في حواره أن قيمة خطايا النادي الإفريقي لدى الفيفا في حدود 12.5 مليون دينار وهو المبلغ المستوجب دفعه لرفع عقوبة المنع من الإنتداب إلا أن هذه الخطايا بها ملفات خطيرة للغاية تهدد الإفريقي بخصم نقاط قد تصل إلى حدود 18 نقطة بالإضافة إلى النزول وبالتالي فإن الهيئة المديرة تواصل مساعيها لخلاص مبلغ 2.5 مليون دينار وهي القيمة الجملية لـ5 ملفات مستعجلة من الضروري تسويتها قبل نهاية
الميركاتو الصيفي الحالي:
نادي «إيدينغ سبورت» : يجب دفع 360 ألف دينار لإغلاق الملف وهي قيمة صفقة إنتقال اللاعب بيار أوريليان ماتاندا الذي لم يشارك في أية مقابلة رسمية بل إكتفى بقضاء 3 أيام مع الإفريقي في تربص بعين دراهم وشارك خلال مباراة ودية لمدة 20 دقيقة.
ملف الغاني ديريك ساسراكو: بالنسبة إلى المهاجم الغاني ساسراكو فإن الإفريقي يواجه قضيتين منفصلتين الأولى تتعلق بقيمة صفقة إنتقال اللاعب من غانا إلى البطولة التونسية لفائدة نادي «أدونا سبورت» وتبلغ حوالي 357 ألف دينار، أما بالنسبة إلى اللاعب فقد رفع قضية زمن فترة رئاسة عبد السلام اليونسي بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية وقد حكمت لصالحه الفيفا بمبلغ مالي في حدود 419 ألف دينار.
المدافع الغاني نيكولاس أبوكو: ألزم الإتحاد الدولي لكرة القدم الإفريقي بدفع مبلغ 271 ألف دولار مع عقوبة المنع من الإنتداب وذلك لفائدة المدافع الغاني السابق للفريق نيكولاس أبوكو الذي تم التفويت فيه لفائدة نادي أودينيزي الإيطالي إلا أنه لم يقع تسليمه مستحقاته المتخلدة ليكبّد الإفريقي مبلغا كبيرا نسبيا.
أتليتيكو مدريد : من بين الخطايا التي يجب إستعجال خلاصها وفق تأكيد رئيس النادي الإفريقي يوسف العلمي هو ملف أتليتيكو مدريد الإسباني حيث لم يقع تحويل قيمة إنتقال متوسط الميدان عبد القادر الوسلاتي من الفريق الإسباني إلى البطولة التونسية وهو مبلغ في حدود 319 ألف دينار وتعود القضية إلى عهد رئاسة سليم الرياحي.
الملفات الثقيلة وخطة خلاصها :
مثلما هو معلوم وخلافا لما وقع ذكره من خطايا وملفات تثقل الوضعية المالية للإفريقي فإن ما ذكر لا يساوي شيئا (من الناحية المالية) قيمة الملفات الكبيرة المفتوحة منذ سنوات ويتعلق الأمر أساسا بحوالي 9 ملايين دينار هي مجموع ملفات كل من المهاجم الكونغولي فابريس أونداما ومرسيليا الفرنسي والإيطالي ماركو سيموني ومساعديه حيث أكد يوسف العلمي أن الهيئة المديرة قد دخلت في مفاوضات وإتصالات مع الأطراف الدائنة بخصوص بعض المقترحات لتقسيط المبالغ أو إيجاد صيغة تفاهم على غرار ما حصل في ملفات أخرى غير أن الإعلان عن هذه المفاوضات لا يبدو أمرا ضروريا وتبقى هيئة الإفريقي مطالبة في رأيه فقط بالإعلان الرسمي حين يقع إغلاق أي ملف بصفة نهائية عكس ما كان سائدا في السنوات الأخيرة. وشدد العلمي على أن جماهير الإفريقي ملّت الوعود التي لا تسمن ولا تغني من جوع وفي الفترة الحالية فإن الجميع مطالب بإيجاد حلول وطرق عملية ومساعدة النادي أو الإكتفاء بالصمت والمراقبة من بعيد مؤكدا أن الهيئة تواصل مساعيها لخلاص هذه الملفات من أجل رفع عقوبة المنع من الإنتداب.
وقد ألمح العلمي في سياق حديثه إلى أمله في وصول أموال المستشهرين في «التوقيت المناسب» مشددا على أن الهيئة منكبة على إيجاد سبل ووسائل جديدة لضمان موارد مالية إضافية لمجابهة الوضعية المالية الكارثية للفريق مؤكدا أن الكتابة العامة للإفريقي تتفاجأ في كل مرة بمراسلات جديدة بخصوص ملفات تجهلها ما يعكس حالة الفوضى التي كانت تدار بها الأمور في الفريق وعليه فإن هيئة العلمي قد إتخذت من «المحاسبة» وعدا لجماهيرها في إنتظار ما سيتحقق من نتائج ملموسة في الفترة القليلة القادمة التي يبقى رهانها الأول هو خلاص الديون وتنقية الوضعية المالية.