الرابطة الأولى

بعد تأجيل الجولة الأولى ايابا / بين ضغط الرزنامة.. وإعادة ترتيب البيت

نزل قرار الجامعة بتأجيل منافسات الجولة الأولى ايابا كالصاعقة خصوصا وأن الفرق كانت تتأهب لخوض مبارياتها فضلا عن الإعلان قبل 48 ساعة من إعطاء ضربة البداية عن تعيينات الحكام التي شهدت عودة التحكيم الأجنبي بإدارة الجزائري مصطفى غربال لمباراة "الكلاسيكو" بين النادي الصفاقسي والترجي الرياضي والتي كانت أصل الإشكال والداعي الحقيقي لترحيل عودة البطولة إلى يومي 18 و19 جانفي.

ولئن كسب النادي الصفاقسي المعركة، فإن تأجيل عودة النشاط هزّ من صورة كرة القدم التونسية بما أن سيناريو صباح  أمس أعاد إلى الأذهان فضيحة بداية الموسم ولو بطريقة وتوقيت مغايرين عندما أجّلت مباريات الجولة الأولى قبل دقائق من بدايتها ووسط صدمة ودهشة الجماهير والمتابعين.

واضطرت بعض الفرق إلى تعديل برنامج تحضيراتها مثلما هو الحال لنجم المتلوي الذي تحول صباح الجمعة إلى العاصمة قبل أن يعود أدراجه متكبدا خسارة مالية.

+ التحضير الجيد

سيمكّن قرار تأجيل انطلاقة مرحلة الإياب إلى ما بعد خوض اللقاءين المؤجلين بين الترجي والنجم من جهة والافريقي وبن قردان من جهة أخرى عديد الفرق من إعادة ترتيب بيتها خاصة وأنها عاشت على وقع مشاكل لا تعدّ ولا تحصى خلال الفترة الأخيرة على غرار أولمبيك سيدي بوزيد الذي طالب بدوره بتأجيل مباراته ضد اتحاد بن قردان دون أن يجد مطلبه صدى كبيرا، ويعاني فريق الوسط الغربي من أزمة إدارية خانقة بعد إيقاف رئيسه وخروج عديد ركائزه فضلا عن غموض مستقبل مدربه، ولا يختلف حال الأولمبي الباجي كثيرا إذ لم عرفت تحضيراته ارباكا كبيرا كما أنه عرف خروج عديد العناصر مثلما هو الحال لمستقبل الرجيش الذي يعيش أزمة غير مسبوقة.

وسكون الفترة القادمة فرصة لفرق الصف الثاني من أجل اضفاء الاستقرار واعادة البناء من خلال القيام بالتعاقدات اللازمة التي قد تمكنها من تفادي المصير المحتوم، كما أن الإطارات الفنية أمامها الوقت الكافي لإدخال المنتدبين الجدد في منظومتها بعد تلافي الاشكالات القانونية المتعلقة بالتأهيل الرسمي مثلما هو الحال للفرق الممنوعة من الانتدابات والتي اقتربت من تسوية وضعيتها على غرار النادي الصفاقسي الذي قد يخوض الجولة القادمة بمجموعة من اللاعبين الجدد.

- واقع صعب

لا تليق التأجيلات المستمرة ببطولة محترفة كانت تحتل المراكز الأولى على الصعيدين الإقليمي والقاري، فإضافة إلى انعكاسات نظام المجموعتين السلبية على المستوى العام فإن اللخبطة المتواصلة أدت إلى شلل كبير في سير المسابقة التي تعتبر واجهة كرة القدم التونسية حيث بات تعيين المباريات يخضع للرؤية وأهواء الفرق التي أصبحت تتحكم في دواليب اللعبة أمام اهتزاز صورة المكتب الجامعي الذي لم ينجح في فرض سلطانه بعد فرض منظوريه سياسة الأمر الواقع برفض الترجي الرياضي والنادي الافريقي خوض مباراتيهما المؤجلتين دون حضور الجمهور ثم مقاطعة النادي الصفاقسي للكلاسيكو في حادثة أكدت أن التيار أصبح يسير عكس توجهات الجامعة إذ قد تجد بعض الفرق العامل الأمني ذريعة لطلب تأجيل مبارياتها لاحقا.

 

وفي انتظار الكشف عن رزنامة مرحلة الاياب، ستعرف البطولة نسقا ماراطونيا في الأشهر القادمة مع وجود تأجيلات العادة للفرق المشاركة في التظاهرات الخارجية أو تملك لاعبين في منتخب الأواسط الذي قد يدفع بدوره ثمن التحويرات الجديدة بما أنه سيدخل في مطلع الشهر القادم في التحضيرات النهائية لكأس افريقيا المقامة بمصر من 19 فيفري إلى 11 مارس ولا يستبعد أن ترفض الفرق من جديد تسريح لاعبيها أمام الضعف الكبير على مستوى الرصيد البشري كمّا وكيفا.