الرابطة الأولى

الجاني يرحل مع تأجيل التنفيذ عن سليمان فمن سيعوضه؟

بات من شبه المؤكد أن المدرب طارق الجاني على أعتاب مغادرة المقاليد الفنية لمستقبل سليمان بعد تتالي الخيبات وتراجع مستوى الفريق من الناحية الفردية والجماعية حتى أصبح المستقبل عاجزا عن تقديم مستويات عادية على أرضه وأمام جماهيره لتكون الثلاثية ضد الملعب التونسي القطرة التي أفاضت الكأس ولو أن الهزيمة غير مخجلة إستنادا إلى كون الملعب التونسي هو الفريق الأكثر جاهزية في مرحلة تفادي النزول لكن المردود العام للفريق وسياق المقابلة جعل جميع الأطراف تجمع على ضرورة رحيل المدرب طارق الجاني الذي قاد مستقبل سليمان في 10 مقابلات رسمية انقاد فيها إلى 6 هزائم مقابل 2 انتصارات و2تعادلات وهي حصيلة هزيلة للغاية قد تكون الأضعف في سجل المدربين الذين أشرفوا على الفريق منذ صعوده إلى قسم النخبة.

ولم يقدم الجاني ما يشفع له بالبقاء مع الفريق حيث تكبد عديد الهزائم التي عقّدت وضعية النادي الذي كان رهانه الأول دخول مرحلة "البلاي أوف" وبلوغ أشواط متقدمة في مسابقة كأس تونس ليجد نفسه يصارع من أجل البقاء فضلا عن مغادرة الكأس مبكرا وبالتالي بات من الضروري تعديل الأوتار قبل فوات الاوان تزامنا مع وضع مالي وإداري صعب للغاية.

مأزق كبير

الإشكال الرئيسي لا يتعلق بمغادرة طارق الجاني فهذا المعطى أصبح من تحصيل الحاصل لكن مع تأجيل التنفيذ في انتظار إيجاد البديل وهنا يكمن الداء بما أن ما تبقى من الهيئة المديرة الحالية لم تنجح في إقناع أحد الأسماء بتولي المقاليد الفنية للفريق. وحسب ما توفر لدينا من معلومات فإن هيئة سليمان شرعت فعليا في البحث عن البديل ووقع الإتصال بإسمين اعتذرا بكل لطف استنادا للوضع الصعب والغامض للفريق. ويبدو أن التأخر في إقالة الجاني في الفترة الفاصلة بين نهاية المرحلة الأولى من البطولة وانطلاق مرحلة "البلاي اوت" مرده عدم العثور على مدرب قادر على رفع التحدي والمسك بزمام الأمور في ظل الوضع الراهن. ويستند عديد الأطراف إلى الفراغ الإداري للمستقبل رافضين المغامرة خصوصا وأن وليد جلاد له تأثير كبير ودور هام وفاعل في سليمان ويبدو أن عملية إيقافه في الفترة الماضية أثرت بشكل كبير على الأجواء داخل النادي بشكل عام وهو ما يفرض على بقية العقلاء التدارك قبل أن يحصل ما تخشاه الجماهير والنزول إلى الرابطة الثانية.

مسؤولية جسيمة

بقطع النظر على دور طارق الجاني ومسؤوليته فيما الت إليه الأوضاع الرياضية في مستقبل سليمان فإن اللاعبين أيضا يتحملون قسطا كبيرا من هذا الوضع وسيكونون في قادم المواعيد أمام مسؤولية جسيمة من أجل الدفاع عن فريقهم ولعب حظوظهم إلى الرمق الأخير من أجل البقاء في الرابطة الأولى. ولن نذيع سرا إذا قلنا أن غياب جلاد منح بعض العناصر الضوء الأخضر للتسيّب وقلة الإنضباط ما جعل الإطار الفني يضرب بيد من حديد قبل مواجهة الملعب التونسي ويستبعد بعض الأسماء من التشكيلة الأساسية. ومن الضروري أن يعي لاعبو المستقبل أن فريقهم في خطر أكثر من أي وقت مضى ومسؤوليتهم التاريخية تفرض عليهم تدارك ما فات وإيقاف النزيف خصوصا وأن الفريق يمتلك عناصر واعدة في كل الخطوط ولها القدرة على تقديم الإضافة وصنع الفارق لكن التسليم بالأمر الواقع ومسايرة التيار لن ينفع أي طرف في سليمان.