الرابطة الأولى

ترجي الرياضي : أوقف السلسلة السلبية الشبان يعيدون الروح إلى الفريق

  تنفس الترجي الرياضي الصعداء بعد فترة شك طويلة حيث تفادى للمرة الأولى منذ مطلع مرحلة "البلاي أوف" الخسارة في جولتين متتاليتين ليستفيد من معطيات الجولة الفارطة ويعود في سباق التنافس على المركز الثاني المؤهلة إلى رابطة الأبطال الافريقي والذي قد ينقذ موسم الفريق بعد أن خسر نهائي كأس تونس وغادر المسابقة القارية في الدور نصف النهائي، ولعل ادخال الأسماء الشابة في المنظومة الجماعية سيكون أحد المكاسب الهامة في موسم للنسيان لفريق باب سويقة فشل خلاله في الوصول الى منصة التتويجات بحكم أن المنافسة على اللقب المحلي بات أمرا في غاية الصعوبة في ظل بقاء الفارق ست نقاط قبل ثلاث جولات من نهاية السباق. وكان شعار المباراتين الفارطتين التعويل على الشبان حيث استفاد المدرب معين الشعباني من عودة لاعبي منتخب الأواسط من "المونديال" لينوّع اختياراته وتعرف التشكيلة الأساسية ضد النجم الساحلي حضور أربعة عناصر لا يتجاوز عمرها 20 سنة وهي الحارس أمان الله مميش والظهير الأيمن رائد بوشنيبة ومتوسطي الميدان غيث الوهابي وزكرياء العايب مع دخول الجناح عزيز عبيد أثناء اللعب. ولئن تعوّد رائد بوشنيبة وغيث الوهابي وعزيز عبيد على الظهور في المباريات الكبرى، فإن الحارس أمان الله مميش استفاد من تواصل غياب معز بن شريفية ليثبّت أقدامه تدريجيا مع الفريق كما راهن الاطار الفني من جديد على زكرياء العايب في ظل تراجع مستوى الأسماء الأساسية في وسط الميدان على غرار معتز الزدام وصابر بوغرين لتكون بعض الاختيارات اضطرارية لكنها وفّقت في مهمّتها باستعادة الترجي الروح المعتادة وتقديمه واحدة من أفضل المباريات في الفترة الأخيرة. وتحلّت الأسماء الشابة بصلابة ذهنية كبيرة رغم قيمة الرهان والأجواء الختثة التي طبعت لقاء سوسة لتكون فرصة لكسب الخبرة المطلوبة والدخول في الحسابات رسميا بما أن هذه النوعية من المباريات تكسب اللاعبين الشخصية اللازمة كما أنها تدخلهم في أجواء الفريق الكبرى التي تعيش على التتويجات. كان التشبيب من الشعارات التي رفعها مختلف المدربين المتداولين على الترجي في السنوات الأخيرة غير أن حتمية الانتصارات والمراهنة على الالقاب فرضا التعويل على عناصر الخبرة دون أن يعطي ذلك مفعولا كبيرا بما أن عديد الأسماء استنفذت جميع الفرص وباتت عبئا ثقيلا على الفريق، وخرج المدرب السابق نبيل معلول عن القاعدة نسبيا بما أنه أعطى ثقته في لاعبي منتخب الأواسط دون أن يمسّ من استقرار المجموعة قبل أن تقلب الاصابات جميع المعطيات في المنعرج الأخير من الموسم وتجبر المدرب القديم الجديد معين الشعباني على تغيير "لوك" الفريق في تأكيد على أن التحولات ستكون كبيرة في الصائفة القادمة. ووضع الابتعاد من المنافسة على اللقب الأرضية المناسبة للاطار الفني من أجل تجديد دماء الفريق الذي كانت نصف تشكيلته في لقاء الأولمبي الباجي من لاعبي منتخب الأواسط ثم واصل المراهنة على رباعي في "الكلاسيكو" والهدف الاستفادة من الروح الكبيرة التي يتحلى بها اللاعبون الشبان وخاصة العناصر التي كسبت بعدا جديدا في أعقاب المشاركة في "مونديال" الأواسط حيث كان حضورهم في اللقاءات الفارطة مستحقا. وكانت مباراة النجم الساحلي مقياسا حقيقيا لتوجهات الترجي في الموسم المقبل، فمع نهاية جيل من الأسماء التي صنعت الربيع سواء بنهاية عقودها أو فسخ عقودها على ضوء ما ستقرره الإدارة الرياضية الجديدة التي يقودها اللاعب الدولي السابق طارق ثابت، أصبحت الرؤية تتوضح بخصوص توجهات الفريق في الموسم القادم الذي سيشهد منح الثقة في الأسماء الشابة التي ستحمل المشعل مع المنتدبين الجدد وشعارها الروح الكبيرة والرغبة في فرض الذات رغم أن التأكيد ضروري بما أن الضغوطات التي يعيش على وقعها الفريق لا تسمح بالأخطاء التي دفع ثمنها عديد اللاعبين الواعدين الذين أفل نجمهم تدريجي