الرابطة الأولى

هل تستوجب وضعية الشعلالي كل هذه الضجة؟

 

ضجت أغلب المواقع الرياضية في تونس وكذلك مختلف وسائل التواصل الاجتماعي خلال نهاية الأسبوع الماضي بأخبار تهم الوضعية الصحية للاعب الدولي للترجي الرياضي غيلان الشعلالي الذي ابتعد منذ فترة طويلة وتحديدا منذ شهر مارس الماضي عن الملاعب بسبب إصابته على مستوى الركبة، لكن هذه المرّة فإن أغلب الأخبار الرائجة بشأن الشعلالي تتحدث عن إمكانية اعتزاله اللعب نهائيا بتعلّة حصول مضاعفات سلبية بسبب عدم تحسن وضعه الصحي وكذلك عدم  استجابته للعلاج الذي خضع له طيلة الفترة الماضية.

وغطى الخبر المتعلق بحالة الشعلالي على كل الأخبار الأخرى بما في ذلك هزيمة المنتخب الوطني الأخيرة ضد غينيا الاستوائية وكذلك مباراته الودية المرتقبة ضد مضيفه الجزائري، وهو ما يؤكد مكانة هذا اللاعب في الأوساط الرياضية بما أنه كان محل تعاطف كبير للغاية من قبل الجميع سواء من أحباء ناديه الترجي الرياضي أو جماهير الفرق الأخرى التي عبّرت عن تمنياتها بقدرة اللاعب على تجاوزه هذه المحنة وعودته مجددا إلى الملاعب.

طبيب الفريق يزيل الغموض نسبيا

بحكم الكم الهائل من الأخبار والمعطيات التي تناولت الوضعية الصحية لغيلان الشعلالي، كان من الضروري صدور موقف رسمي من قبل الترجي الرياضي وتحديدا الإطار الطبي الذي تابع من أشهر وضع اللاعب من الناحية الصحية، لذلك تحدث رئيس اللجنة الطبية للترجي منصف عبيد عبر تطبيقة "ترجي +" ليؤكد أن الشعلالي يعاني حاليا من إصابة مختلفة عن تلك الإصابة التي كان يعاني منها في الفترة السابقة على مستوى الغضروف الهلالي، مبينا أن مثل مثل الإصابات على مستوى الركبة عديدة ومتنوعة وهي تتطلب فترات متفاوتة من الزمن للتعافي منها نهائيا.

وأبرز بخصوص وضعية الشعلالي حاليا أنه لا يملك الحق في الإفصاح عن نوعية الإصابة بشكل دقيق، لكنه أشار ضمنيا إلى أن اللاعب قد يستغرق وقتا طويلا حتى يكون قادرا في المستقبل على العودة مجددا إلى الملاعب.

ولا تبدو هذه التصريحات مطمئنة بما أن رئيس اللجنة الطبية في الترجي لم يزل الغموض نهائيا، لكنه أعطى معطى واحد جديد يتمثل في أن اللاعب يعاني من إصابة جديدة تبدو مختلفة عن الإصابة التي فرضت عليها الغياب عن التمارين في الفترة الأخيرة.

التوجه إلى قطر خطوة حاسمة

في الأثناء وقع التأكيد على أن غيلان الشعلالي سيتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة حيث سيخضع هناك إلى فحوصات شاملة ودقيقة في مستشفى متخصص في طب العظام والطب الرياضي، وبعد التشخيص النهائي من المفترض أن يتم وضع برنامج علاجي خاص من شأنه أن يسمح للاعب بتجاوز مخلفات هذه الإصابة، لكن وفق كل ما وقع تداوله فإنه لا وجود لأي تطمينات واضحة ومؤكدة حول مدى قدرة اللاعب على العودة من جديد إلى الملاعب بما أن المصادر الموثوق بصحتها لم تنف بشكل قاطع التكهنات حول إمكانية اللاعب وهو في سن التاسعة والعشرين، ولم تؤكد بالتوازي مع ذلك أن الإصابة تبدو خطيرة وحادة وتستوجب منها فعلا الانقطاع عن ممارسة كرة القدم مستقبلا.

ولمجمل هذه المعطيات فإن التنقل إلى قطر والخضوع إلى سلسلة من الفحوصات الطبية الدقيقة سيزيل دون شك كل الغموض السائد حاليا ويحدد بشكل نهائي وضعية اللاعب ومدى قدرته على الاستجابة سريعا للعلاج والعودة بعد ذلك إلى الملاعب.

الشعلالي باق في الترجي

في سياق متصل فإن تعرض غيلان الشعلالي لإصابة حادة لن تكون حائلا أمام استمراره في صفوف الترجي الرياضي، ورغم أن عقده ينتهي فعليا في نهاية هذا الشهر، إلا أنه من المفترض أن تبادر إدارة النادي إلى اتخاذ خطوة في الاتجاه الصحيح تكون بمثابة الاعتراف بقيمة هذا اللاعب والإضافة الكبيرة التي قدمها على امتداد مسيرته مع الترجي، ومهما كانت وضعيته الصحية ومدى استجابته للعلاج فإنه الموقف السليم والمنطقي سيكون بلا شك رد الدين للشعلالي وتجديد عقده والحرص على مساندته ودعمه اللامشروط في هذه المحنة الصحية التي يعيشها منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر.