كان مازمبي قريبا من تسجيل هدف "قاتل" في مناسبتين خلال بداية الفترة الثانية لولا تألق الحارس أمان الله مميش الذي حال دون تعقيد وضعية الترجي وساهم بقسط وافر في بلوغ الدور نصف النهائي بفضل تصدياته الحاسمة لينجح من جديد في كسب الرهان الذي لم يكن سهلا بحكم وجود منافسة كبيرة من الحارس المخضرم معز بن شريفية، وتحلى الحارس الشاب للترجي بجاهزية ذهنية وقوة شخصية كبيرتين مكّنتاه من حسن قيادة الخط الخلفي الذي يضمّ عناصر دولية تملك خبرة طويلة على غرار ياسين مرياح ومحمد أمين توغاي ليكون "صمّام الأمان" ومصدر الاطمئنان. وعلى غرار مقابلة الذهاب التي حرم خلالها مازمبي من مضاعفة النتيجة، لعب أمان الله مميش دورا بارزا في تأهل الترجي وهو ما يؤكد الوزن الذي يمثّله حارس المرمى داخل الفريق وكذلك طيّ صفحة الموسم الماضي عندما دفع الترجي ثمن الأخطاء الكارثية للحارس السابق صدقي الدبشي الذي كانت بدايته طيبة غير أنه لم ينجح في التأكيد ليصبح خيارا هامشيا. استثناء كان الحارس أمان الله مميش الوحيد الذي حافظ على مكانه الأساسي من مجموعة الشبان التي دخلت الحسابات منذ الموسم الفارط إذ شارك في جميع المباريات باستثناء لقاء الذهاب ضد الديوانة البوركيني لأسباب صحية ما يبرز النقلة النوعية لحامي عرين الترجي في ظرف قصير في حين لم ينتظم بقية زملائه السابقين في منتخب الأواسط ضمن الأساسيين بسبب التفاوت في المردود وكذلك الخيارات الفنية التي اختارها المدربان السابق معين الشعباني والحالي طارق ثابت. ولعل الأرقام المتميزة للحارس الواعد تؤكد أحقيته بحسم المنافسة مع معز بن شريفية وقيادة الجيل الجديد للترجي، فمن مجموع 11 مباراة خاضها في هذا الموسم حافظ مميش على "الكلين شيت" في سبع مناسبات كما قبل 5 اهداف فقط وبالتالي فإن مساهمته في الاستقرار الدفاعي كانت واضحة رغم التغييرات الدورية في تركيبة الوسط والرواقين. بدأ مميش يخطف الأنظار تدريجيا حيث كان بدايته موفّقة ليكسب الثقة ويُظهر في هذا الموسم أنه قادر على أن يكون حارس الحاضر والمستقبل في الترجي فضلا عن طرقه أبواب المنتخب الوطني تدريجيا، ولئن لم يكن مميش حاضرا في كأس العالم للأواسط فإنه صنع من الضعف قوة ونجح في استغلال الفرصة الذهبية التي أتيحت له ليخطف الأضواء ويصبح واحدا من أعمدة الفريق في انتظار نيل لفتة من الإطار الفني قد لا تتأخر كثيرا رغم الأسبقية الموجودة للحراس الموجودين. وكانت مباراة مازمبي سلسلة من حلقات النجاح لأمان الله مميش الذي كان من أبطال المواعيد الكبرى منذ الموسم الفارط بمساهمته في التعادل مع النادي الافريقي والفوز خارج الديار على النادي الصفاقسي في ذهاب المرحلة الأولى من الموسم الجاري قبل أن يصنع الحدث في الدوري الافريقي ويساهم في تواجد الترجي ضمن الكبار وكذلك ضمان عائدات مالية ضخمة.
