المنتخبات

بدايته الحقيقية كانت في النسخة الفارطة : بن سعيد يعود إلى الواجهة من الباب الكبير

وضّحت المباراتان الوديتان ضد موريتانيا والرأس الأخضر الرؤية بخصوص الحارس الأساسي في كأس افريقيا حيث منح المدرب جلال القادري ثقته في بشير بن سعيد الذي أعاد ترتيب الأدوار منذ التوقف الدولي الفارط المخصّص لتصفيات كأس العالم ليقترب من حماية عرين "نسور قرطاج" للنسخة الثانية تواليا من "الكان"، وعرفت علاقة بن سعيد مع المنتخب الوطني مدّا وجزرا حيث خسر مكانه الأساسي في كأس العالم رغم مساهمته البارزة في العبور الى الموعد الذي احتضنته قطر في العام قبل الفارط ليصبح الحارس الثاني لكنه لم يرم المنديل ليعود من الباب الكبير في الموعد الذي قدّم فيه أوراق اعتماده رسميا قبل عامين.

استفادة من مصاعب دحمان

استفاد بشير بن سعيد من المشاكل التي يعيشها أيمن دحمان بسبب سوء اختياره للوجهة السعودية إذ تحوّل الى الحزم المصارع من أجل تفادي الهبوط لتهتز صورة الحارس الأول المنتخب الوطني رغم تألقه في عديد المواعيد لكن نسبة قبوله للأهداف جعلت موقفه يتضاءل تدريجيا الى أن كانت الرحلة الآسيوية الفيصل في عودته كأساسي بعد أن اختار المدرب جلال القادري الدفع من جديد حارس الاتحاد المنستيري الذي كان مساهما في بقائه على رأس النسور بعد التأهل إلى المونديال ليتراجع دحمان في الترتيب.

ويعتبر التعويل على بشير بن سعيد منطقيا للغاية قياسا بحجم الإضافة التي يقدّمها كلّما نال الثقة، ولعل أرقامه المتميزة تجعله الأجدر بحماية أخشاب المنتخب الوطني في الموعد القاري إذ نجح في المحافظة على عذارة شباكه في 11 مباراة من 14 مشاركة دولية مع قبوله ثلاثة أهداف فقط ما يؤكد الوزن الكبير لابن مستقبل قابس الذي سطع نجمه بشكل لافت مع الاتحاد المنستيري كاتبا قصة نجاح كبيرة اعتبارا لما عاشه في بداية مسيرته من صعوبات.

إرساء الاستقرار

لم يعرف مركز حراسة المرمى الاستقرار طيلة السنوات الأخيرة وتحديدا منذ تراجع مستوى أيمن المثلوثي حيث تداولت عديد الأسماء على الظهور وبالتحديد معز حسن وأيمن دحمان وبشير بن سعيد غير أن الأخير كان من العلامات المميزة لفترة جلال القادري رغم بقائه ورقة بديلة في "المونديال" ، وتبدو الفرصة مواتية أمام حارس الاتحاد المنستيري من أجل تأكيد جدارته بالحضور ضمن الأساسيين في مركز شغله عمالقة في الكرة التونسية ليكون دوره كبير في قيادة المنتخب الوطني الى الذهاب بعيدا في كأس افريقيا وتأكيد الحصانة الدفاعية التي تزامنا مع عودته الى الواجهة بتفادي قبول أهداف في آخر أربع مباريات بين رسمية وودية.

 

وعلاوة على قيادة المنتخب للعب الأدوار الأولى في المحفل القاري، سيعمل بشير بن سعيد الذي بلغ عامه الثلاثين على إرساء الاستقرار في حراسة المرمى من خلال حسم المنافسة مع بقية الأسماء وأهمها أيمن دحمان ذلك أن بروز حراس شبان على غرار  امان الله مميش وادريس العرفاوي قد يجعل التحوير واردا في صورة الفشل في 'الكان" الذي يبدو حاسما في علاقة عديد اللاعبين مع المنتخب الوطني طالما أن ضخّ دماء جديدة بات مطلوبا للتحضير للمواعيد القادمة.