حوارات

حسام الحاج علي (المدير الرياضي لأهلي طرابلس): مـسؤولية الإخـفاق جمـاعية ولا يـتحمـّلها الكبيـّر بــــــــــــمـفـرده

 

مازال الجدل قائما حول المشاركة التونسية في «الكان» التي توقفت عند بوابة ربع النهائي بين مستاء من الخروج المرّ ضد بوركينا فاسو ومبرّر لها نظرا للمصاعب التي واجهت «نسور قرطاج» منذ انطلاق المسابقة في ظل الإصابات المتواترة بالكوفيد، وفي تقييمه لظهور المنتخب الوطني في كأس افريقيا اعتبر اللاعب الدولي السابق والمدير الرياضي الحالي لأهلي طرابلس حسام الحاج علي أن المشاركة لم ترتق الى التطلعات بالقول:«الوصول الى ربع النهائي لا يعتبر إنجازا باعتبار أن المنتخب الوطني بلغ المربع الذهبي في النسخة الفارطة دون تقديم مستوى مرضي لذلك فإن حجم الطموحات من دورة الكامرون كان مرتفعا للغاية غير أن النتائج كانت مخيّبة بدليل الانقياد لثلاث هزائم من خمس مباريات كما أن الأداء لم يكن جيدا بإستثناء المواجهة ضد نيجيريا التي عرفت ردّة فعل قوية من المجموعة، ورغم الظروف التي حفّت بالمشاركة وخاصة الإصابات الكثيرة بكورونا فإنها تلخّصت في طريقة الخروج من ربع النهائي ضد المنتخب البوركيني في مقابلة كان الأداء خلالها بعيدا عن الدرجة المأمولة رغم ارتفاع المعنويات وتوفّر الحلول مقارنة بالمباريات التي سبقتها».

وأبرز الحاج علي أن مسؤولية الإخفاق في «الكان» جماعية ولا يجب أن يتحمّلها المدرب الوطني منذر الكبيّر بمفرده طالما أن النجاح لا يتحقّق بمجهود فردي، مضيفا في هذا السياق:« جميع الأطراف الإدارية والفنية والبشرية تتحمّل مسؤولية الخروج المخيّب من ربع نهائي كأس افريقي فالنجاح جماعي والفشل أيضا جماعي ولا يمكن القاء اللوم على جانب واحد يكون شماعة أو كبش فداء دون تقييم فعلي وحقيقي للمشاركة من  زواياها وجوانبها».

وأكّد اللاعب السابق للنادي الافريقي أن اقالة منذر الكبيّر مباشرة بعد الوصول الى تونس تعكس غياب قناعة من المسؤولين بالمدرب لم تكن وليدة اللحظة ذلك أن القطيعة طرحت منذ فترة غير أن الجامعة بقيت تتعامل مع كل مباراة على حدة، مشدّدا على أن سرعة اتخاذ القرار دليل على غياب الثقة في قائد سفينة الاطار الفني وهو ما أثّر كثيرا على الأجواء داخل المجموعة، والصورة الخارجية لا تعكس الواقع. 

 

ضرورة توضيح الصورة

وبخصوص تعيين المدرب المساعد جلال القادري على رأس الاطار الفني خلفا لمنذر الكبيّر، بيّن الحاج علي أن الغموض الذي يلفّ بلاغ الجامعة لا يمكّن من مناقشة القرار بإعتبار أنها لم تكشف عن توجهها النهائي بخصوص بقاء القادري مدربا أول أو جلب اسم جديد قبل مواجهتي مالي في تصفيات «المونديال» قائلا في هذا السياق:« الجامعة فتحت الباب أمام التأويلات بخصوص مستقبل الاطار الفني حيث لم تعلن صراحة عن تثبيت القادري كمدرب أول أو نيتها ابقاءه كمدرب مساعد في صورة التعاقد مع فنّي جديد، ومن وجهة نظري الشخصية فإنني أعتبر أن القادري يملك الخبرة اللازمة ولا أرى داعيا لتغييره اذا ما اختار المكتب الجامعي عدم التعاقد مع مدرب أجنبي معروف يكون قادرا على تغيير واقع المنتخب الوطني وتحسين نتائجه، فعهد التجارب يجب أن ينتهي بحكم أن الوقت لا يخدم صالحنا وهذا المعطى كان يجب أن تنتبه اليه الجامعة من خلال الحسم في بقاء الكبيّر من عدمه منذ فترة طويلة لتتجنب التأويلات وتبعد الضغوطات عن الاطار الفني بما أن التوتر كان سائدا في الفترة الأخيرة».

تجربة جديدة

ونال حسام الحاج علي، ثقة عملاق الكرة الليبية أهلي طرابلس لتولي مهمة مدير رياضي ليلتحق بأنيس بوجلبان الذي يتولى المنصب نفسه في أهلي بنغازي، وشرع لاعب النادي الافريقي السابق في مهامه منذ فترة قصيرة في تجربة قال عنها:« قررت خوض تجربة جديدة في مسيرتي حيث قبلت المهمة مع فريق عملاق يملك قاعدة جماهيرية كبيرة رغم الظروف الصعبة التي نحاول التأقلم معها وكذلك تسلمي المشعل في منتصف الموسم لكننا عازمون على النجاح وتحقيق الأهداف المرسومة على المدى القريب أو البعيد وأبرزها المساهمة في العودة الى التتويجات المحلية والمراهنة بقوة على الصعيد الافريقي فضلا عن إعادة هيكلة النادي إداريا والاعتناء بالأصناف الشابة، وأشكر إدارة الأهلي على توفيرها جميع المستلزمات للتوفيق في مهامنا والمهم تشريف المدرسة التونسية».

 

تكامل مع جبال

 

 

 

يشكّل الحاج علي «ديو» تونسيا مع المدرب فتحي جبال الذي اعتبر أن وقوع الاختيار عليه للاشراف على الحظوظ الفنية للأهلي كان لدرايته الكبيرة بكفاءته وأخلاقه العالية اللتين تخوّلان له النجاح في مهامه مضيفا أن وجودهما جنبا الى جنب سيسهّل كثيرا عملية التواصل في ظل تقارب وجهات النظر والتكامل الموجود بينهما على المستوى الفني.

 

وعرفت البطولة الليبية في الموسم الجاري اكتساحا تونسيا كبيرا يعكس السمعة الطيبة للاطارات الفنية التونسية وهو ما أكده المدير الرياضي لأهلي بنغازي بالقول:«هجرة المدربين التونسيين الى البطولة الليبية ظاهرة عادية تعكس قيمة المدرسة التونسية وسمعتها الطيبة عربيا وهي دليل على كفاءتها ولم تأت من فراغ في ظل النجاحات الكبيرة التي حققها المدربون في البطولات الخارجية مثلما كان الحال مع فتحي جبال الذي توّج بالبطولة السعودية مع نادي الفتح، كما أن المشاكل المادية التي تعانيها الأندية التونسية وأثّرت على ايفائها بإلتزاماتها تجاه منظوريها دفعت المدربين الى البحث عن وجهات جديدة تكون حقوقهم فيها مضمونة من الاتحاد الدولي